إيلاف من لندن: أكد عاهل الأردن، خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي، على ضرورة العمل من قبل الجميع لتحقيق السلام، حتى لا يستمر الفلسطينيون والإسرائيليون بدفع الثمن، وحتى تتمكن المنطقة بأكملها من تحقيق إمكانياتها.
وقال الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاء مع إسحق هرتسوغ في قصر الحسينية في عمّان، اليوم الأربعاء، إن هذا الصراع قد طال كثيراً، والعنف الناجم عنه مستمر في التسبب بالكثير من الألم وتوفير أرضية خصبة للتطرف.
وهذه أول زيارة رسمية لهرتسوغ للأردن، وهي تأتي غداة محادثات للعاهل الأردني، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية يوم الاثنين، في محاولة على ما يبدو لخفض التوتر قبل حلول شهر رمضان.
لقاء غانتس
كما التقى الملك عبدالله الثاني يوم أمس الثلاثاء وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ، حيث بحث مع الملك عبد الله الثاني "الإجراءات التي تعتزم إسرائيل اتخاذها لتمكين حرية الصلاة" في القدس والضفة الغربية".
وتتذرع إسرائيل بمخاوف أمنية في فرض قيود على أساس السن فيما يتعلق بالصلاة في المسجد الأقصى خلال فترات التوتر وتقيّد سفر الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس.
وإذ ذاك، أعرب الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه مع هرتسوغ عن إدانة الأردن للعنف بجميع أشكاله، وما ينتج عنه من فقدان المزيد من الضحايا الأبرياء، "فكل حياة مهمة"، مشيراً إلى الهجمات المؤسفة التي استهدفت مدنيين من الطرفين، ومنها هجوم يوم أمس الثلاثاء.
واعتبر أن زيارة هرتسوغ فرصة للنقاش العميق حول كيفية المضي إلى الأمام بجهود تحقيق السلام العادل والدائم، وبناء مستقبل يحمل الفرص الواعدة للجميع، يتحقق فيه الأمن المشترك، بعيدا عن الأزمات والعنف.
وقال القصر الملكي، إن الملك عبدالله الثاني أشار إلى أن لدى المنطقة فرصاً كبيرة في التعاون والتكامل الاقتصادي، مضيفاً "لكن لا يمكن أن تكون هذه العملية إقصائية أو أن تقتصر على جانب دون آخر، لنتمكن جميعنا من رسم ملامح مستقبل الشرق الأوسط، ويجب أن يشمل ذلك أشقاءنا الفلسطينيين"، وهو ما يتطلب العمل للحفاظ على التهدئة ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض فرص تحقيق السلام.
المصلون والأقصى
وجدد العاهل الأردني التأكيد على ضرورة تفادي أية إجراءات قد تعيق إمكانية وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، بخاصة مع قرب حلول شهر رمضان الفضيل، مشددا على ضرورة عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والأماكن المقدسة فيها.
ويلقى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية قبل نحو 55 عاما، بظلاله على العلاقات بين إسرائيل والأردن. وينحدر كثير من مواطني الأردن البالغ عددهم 10 ملايين نسمة من أصل فلسطيني.
وكان المتحدث باسم هرتسوغ قال في بيان إن القضايا التي ستطرح في القصر الملكي تشمل "تعميق العلاقات بين إسرائيل والأردن، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مع التركيز على فترة العطلات المقبلة، (و) تعزيز السلام والتطبيع".
معاهدة السلام
ويشار إلى الملك الراحل الحسين والد الملك عبد الله كان وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في 1994،
بعد سنوات من الاتصالات السرية.
يذكر أنه على الرغم من أن منصبه شرفي إلى حد بعيد، فإن هرتسوغ كان له دور مهم في جهود إصلاح العلاقات التي ظلت متوترة لمدة طويلة بين إسرائيل وتركيا، حيث زار أنقرة هذا الشهر لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
في وقت سابق من هذا العام، زار هرتسوغ أيضا الإمارات، التي عمدت مع البحرين والمغرب إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 2020 في إشارة تدل على القلق المشترك إزاء إيران. وقال الفلسطينيون إن مثل هذا الارتباط العربي مع إسرائيل يُعد خيانة لقضيتهم.
قمة النقب
وعقد وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر، إلى جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قمة في النقب بجنوب إسرائيل يومي الأحد والاثنين، ولم يحضر الأردن هذه القمة.
يذكر أن العلاقات بين إسرائيل والأردن أصبحت أشدّ فتورا خلال حكم رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو الذي استمر 12 عاما، والذي انتهى في يونيو/ حزيران الماضي.
وأثار بناء المستوطنات الإسرائيلية، واعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في 2017 قلق الأردن.
وتقع القدس في قلب الصراع، ولها حساسية خاصة بالنسبة للأسرة الهاشمية المالكة في الأردن، التي تدير الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في الجزء الشرقي من المدينة، وهي منطقة ظلت تسيطر عليها القوات الأردنية من 1949 إلى 1967.