إيلاف من لندن: قال السفير الايراني في العراق إيرج مسجدي ان المباحثات الايرانية السعودية التي تشهدها بغداد تهدف الى حل المشكلات بين البلدين حول قضايا اقليمية واعادة افتتاح سفارتيهما .
واوضح مسجدي ان عدة جولات من المباحثات بين ايران والسعودية قد جرت في بغداد مؤخرا وهي انطلاقة ايجابية وموفقة وسوف تستمر وسبب توقفها یعود إلی تزامنها مع تشکیل الحکومة الجدیدة في إيران و سوف یتم بعدها اتخاذ قرار بشأن الاستمرار في هذه المفاوضات.
واعتبر ان البلدين راغبين في حل المشکلات بينهما ونأمل ان تصل هذه المفاوضات الى نتیجة إیجابیة.
واضاف السفير في مقابلة مع قناة "العالم" الايرانية وتابعتها "ايلاف" اليوم ان الامر الذي يجمع أعضاء الوفدین هو الرغبة في حل المشاکل العالقة بین البلدین ولرئيس الوزراء العراقي مصطفی الکاظمي دور مهم في الإعداد لهذه المفاوضات له الشكر.
وأوضح إن المواضیع المطروحة في المباحثات تشمل العلاقات الثنائیة وحل المشکلات العالقة بین البلدین إلی جانب المشکلات الإقلیمیة بما فیها موضوع الیمن ومواضیع متفرقة أخری ولکن لأن المفاوضات لاتزال مستمرة ولم تصل إلی النتیجة النهائیة من الطبیعي ألا تطرح تفاصیلها إلی أن تنطلق من جدید " ونحن کلنا أمل أن تثمر المفاوضات عن نتائج إیجابیة ".
واضاف ان المفاوضات ربما تستأنف في بغداد كسابقاتها أو لربما تعقد في إيران أو السعودیة.
تدخل قاآني
وعن الزيارات المتوالية لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاآني الى بغداد اشار مسجدي ان قاآني مسؤول رسمی من قبل إيران للتعاون مع العراق وهو مسؤول عن هذا الملف وبالتالي فإن زیاراته وفي أي زمان هي زیارات رسمیة لإجراء محادثات مع المسؤولین العراقیین وکل هذه الخطوات والأنشطة تصب في اتجاه واحد ألا وهو تعزیز العلاقات والتعاون بین البلدین ومساعدة العراق وتقویة العلاقات في مختلف المیادین وخاصة الامنية والعسكرية والدفاعية. واعتبر انه لذلك يمكن لقآني ان یجري محادثات مع مسؤولین مختلفین أو رؤساء أحزاب
وقال "أحیانا یواجه الإخوة العراقیون من أطیاف وتیارات مختلفة مشکلات وصعوبات فیقوم قاآني بتقدیم النصح والمشورة وزياراته تعتبر ناجحة .
القوات الأميركية استشارية
وعن تحويل مهمات القوات الاميركية في العراق من قتالية الى استشارية قال مسجدي ان لايران موقف مبدئي يتعلق بالقوی الأجنبیة بما فیها الأميركیة في المنطقة وهي أن المنطقة لیست بحاجة لتواجد هذه القوات فیها، ویجب أن تضمن دول المنطقة بنفسها الأمن الإقلیمي وتعمل علی تعزیزه وبالتالي، فإنها ترحب بأي خطوات وإجراءات تؤدي إلی خروج القوات الأميركیة من المنطقة وهذا الأمر ینطبق علی العراق.
واكد ضرورة مغادرة القوات الأجنبیة بما فیها الأميركیة المنطقة بشکل کامل وأن تعمل الدول الإقلیمیة والعراق علی ضمان أمنها.
وعن معارضة المليشيات الموالية لايران لبقاء جزء من القوات الاميركية في العراق وتحويل مهماتها الى التدريب والاستشارة قال مسجدي
ان هذا الأمر یتعلق بالشؤون الداخلیة للعراق "ونحن لا نتدخل في مثل هذه المواضیع ولکن فیما یخص ايران فنحن نعتقد جازمین أن وجود القوات الأجنبیة في حد ذاته یسبب المشکلات في المنطقة وعلیها العودة إلی بلدانها بینما یجب علی الدول الإقلیمیة ضمان أمنها وتعزیزها بالکامل بالاعتماد علی قواتها العسکریة.
واعتبر أن قرار الجانب الأميركي تخفیض عدد قواته في العراق أو نقل القوات القتالیة منها یعتبر خطوة نحو الانسحاب و تخفیض تواجد القوات الأجنبیة بما فیها الأميركیة في العراق والمنطقة یعتبر خطوة إلی الأمام في موضوع انسحاب القوات الأجنبیة والأمر الذي سیکون مرحبا به من ايران هو أن تغادر جمیع القوات الأميركیة بل وجمیع القوات الأجنبیة بدون استثناء من المنطقة.
استهداف البعثات الدبلوماسية
وحول استهداف المليشيات للبعثات الدبلوماسية في العراق اشار السفير الايراني الى ان أي خطوة عدوانیة تجاه السفارات والمراکز الدبلوماسیة "لیس فقط لا تحظی بالقبول من جانبنا بل أننا ندینها ونندد بها بأشد المواقف والعبارات".
واضاف ان هذه الاعمال لن يكون لها أي تأثیر إیجابي بل یمکن أن یکون بمثابة عذر للقوات الأجنبیة لاستمرار تواجدها في المنطقة الأمر الذي یجب الانتباه إلیه هو أن سیادة العراق وحکومة العراق تحظیان باحترام إيران.
ونوه الى ان بلاده تعتبر الحکومة العراقیة مسؤولة عن تنفیذ قرار مجلس النواب العراقي مطلع عام 2020 الخاص باخراج القوات الأجنبیة من البلاد ومتابعة تنفیذ القرار وعلی الجمیع مساندة ودعم الحکومة العراقیة في مسعاها هذا.
قمة بغداد الاقليمية
وفي رده على موقف ايران من انعقاد قمة بغداد الاقليمية اواخر الشهر الحالي قال مسجدي ان ايران سعيدة بقدرة العراق علی أداء دور التقریب بین الدول الإقلیمیة وتمتعه بموقع سیاسي للتقریب بین الدول الجارة له والدول المجاورة لايران.
واشار الى ان ايران تساند هذا الدور العراقي وتشجعه لتحويل التعاون الثنائي إلی تعاون إقلیمي. وقال "أتمنی أن یعطي هذا الأمر دفعة إلی الأمام ونری مختلف أنواع التعاون الإقلیمي وبین الدول الجارة في المستقبل المنظور لاننا جمیعا نعیش في منطقة واحدة وإيران داعمة ومساندة لهذا التعاون الإقلیمي.
ايران والانتخابات العراقية
واكد مسجدي دعم بلاده للانتخابات العراقية المقررة في تشرين الاول اكتوبر المقبل وضرورة اجرائها في موعدها وقال " نحن مهتمون بهذا الأمر ونساند إجراء الانتخابات والاستماع لاصوات أفراد الشعب العراقي".
واشار الى ان بلاده لن تدعم اي مرشحين او احزاب مشاركة في الانتخابات وانما هي تدعم جمیع الطوائف العراقية إلی جانب جمیع المذاهب من السنة والشیعة والقومیات کالأکراد والترکمان والأدیان کالمسیحیة والإیزدیة کما تساند الحکومة العراقیة.
واعتبر الكلام عن دعم ايران لمجموعة محددة ضد واحدة أخری في الانتخابات "تهمة لا صحة لها بأي شکل من الأشکال وهذا العمل تنافس داخلي لذا فإن إيران لن تعمل علی دعم شخص مقابل شخص آخر أو حزب ضد حزب آخر في المنافسات الانتخابیة كما انها تتجنب أي تدخل في سیر العملیة الانتخابیة" على حد قوله.