ايلاف من لندن: اتهمت واشنطن الاثنين المليشيات العراقية التي تستهدف مصالحها هناك بأن لها أجندات سياسية خارجية طائفية واكدت احتفاضها بالدفاع عن النفس عند الضرورة موضحة ان القوات العراقية قادرة على مواجهة داعش بمفردها.
أجندات خارجية
وقال السفير الاميركي في العراق ماثيو تولر خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم لوسائل اعلامية عراقية وتابعت تفاصيله "ايلاف" ان المجاميع المسلحة تدعي أنها تقاتل الاحتلال الاميركي .. ولكن هذا الاحتلال غير موجود فهي لديها أجندات سياسية خارجية طائفية والعراقيون يعرفون ذلك في اشارة الى وقوف ايران وراءها بالدعم والتمويل.
وأشار الى ان عمليات هذه المجاميع المسلحة تقاوم وجود دولة ذات سيادة قوية وعراق يحكم على أساس القانون بعيداً عن الطائفية والعرقية. واتهم هذه المجاميع التي يقصد بها المليشيات العراقية الموالية لايران بالمسؤولية "عن جرائم القتل والقمع للناشطين الذين يعبرون عن رؤيتهم بعراق ناجح".
اغتيالات الناشطين
وأعتبر السفير ان الحكومة العراقية قادرة على محاسبة المتسببين بالاغتيالات .. موضحا أن موضوع الإفلات من العقاب كان على طاولة الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي الاسبوع الماضي.
وأوضح ان "قضية الإفلات من العقاب كانت واحدة من الحوارات بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن مؤخرا.. وقال ان الولايات المتحدة بينت انها تنظر إلى الحكومة العراقية بعد تسنم الكاظمي رئاستها لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم والجانب العراقي أكد أنه قادر على محاسبة المتسببين بالاغتيالات والقتل والعنف "ونحن نرحب بهذا القرار وندعمه".
شراكة قوية
وأشار الى انه اذا كانت الدولة ضعيفة بسبب تدخلات خارجية وانتشار الفساد فان هذا سيتسبب بمشكلات كبيرة ولا يصب بمصلحة العلاقات بين بغداد وواشنطن.. وشددب القول "نحن نحتفظ بالدفاع عن النفس عند الضرورة لكننا نتطلع إلى العمل الحكومي في ردع هذه المجاميع وإيقاف تلك الهجمات".
وأضاف السفير ان واشنطن وبغداد اتفقتا على الشراكة بين البلدين وتقوية العلاقات فيما بينهما .. مؤكداً أن "العراق بلد عظيم وله حدود ستراتيجية مع جيران مهمين". وقال "ان العراق بلد عظيم وله حدود استراتيجية مع جيران مهمين والدولة العراقية ذات سيادة قوية ليس فقط لمواطنيها بل للمنطقة بشكل كامل".
نتائج الحوار
وبيّن تولر ان واشنطن وبغداد انتجتا ورقة بعد الحوار الاستراتيجي شرحتا فيها نتائج الجولة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.. موضحا بالقول "بعد اللقاءات في واشنطن الاسبوع الماضي منحنا 155 مليون دولار للمناطق العراقية المحررة والنازحين ومساعدات اخرى وخصصنا 500 جرعة لقاح ضد فيروس كورونا و60 مليون دولار للقطاع الصحي العراقي للتعامل مع هذا الوباء.
واوضح أن "الولايات المتحدة ساهمت باكثر من ملياري دولار لمساعدة النازحين وتوفير الخدمات في المناطق المحررة العراقية فضلا مساعدة اكثر من مليوني عراقي للحصول على الماء الصالح للشرب والمساهم في اصلاح ماء البصرة.
اتفاقية الاطار الاستراتيجي
واضاف السفير الى انه "بعد اتفاقية عام 2008 في اشارة الى اتفاقية الاطار الاستراتيجي التي نظم العلاقات بين بين البلدين في مختلف المجالات وبسبب الأحداث الداخلية التي وقعت بعد عام 2019 جعلتنا نعيد النظر وتقوية الأساس مع العراق.. وقال "نشعر الآن أننا بحاجة إلى العودة لخارطة الاتفاق لعام 2008 ونعتقد بأن العلاقات ستكون بتقدم كبير بين البلدين".
وأشار تولر الى أن "القوات الأميركية تقود التحالف الدولي بطلب ودعوة من الحكومة العراقية عام 2014 وبقيت هناك بطلب ودعوة منها.
خطط تدريب
واوضح السفير تولر أنه "خلال الحوار الاستراتيجي تمت مناقشة موضوع تواجد القوات الأميركية وتم نقل هذا الملف إلى خبراء امنيين لوضع خطط لحاجة التدريب والاستشارة في أمور المعلومات القتالية والقوات العراقية هي وحدها من ستكون القوات القتالية نهاية السنة الحالية وان القوات الاميركية القتالية في العراق لن يكون لها حاجة لبقائها في العراق".
وقال أنه "على مدى السنتين الماضيتين رأينا قدرة القوات الأمنية العراقية والبيشمركة بأنها قادرة على قتال داعش".. مضيفا ان طيران القوة الجوية العراقي ايضاً قادر على متابعة تحركات داعش وأماكن تواجد عناصره .. مبينا "نحن نساهم في تقديم المعلومات والتدريب للقوات العراقية وهي من تقوم بتنفيذها على ارض الواقع".
دعم الانتخابات
وعن الاستعدادات العراقية لاجراء الانتخابات المبكرة في العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل فقد اشار تولر الى أنه استجابة لطلب الحكومة العراقية لنجاح الانتخابات المقبلة فقد قدمت حكومة بلاده مساهمة قيمتها 10 ملايين دولار لبعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" لمتابعة انجاح الانتخابات المقبلة وكذلك مساهمة 5 ملايين دولار لتوفير مراقبين وخبراء في الانتخابات.. وشدد بالقول "نحن جاهزون لتقديم أي مساعدة يطلبها العراق لانجاح الانتخابات".
وكانت الرئاسات العراقية وقادة القوى السياسية العراقية قد شددوا امس الاحد على التمسك باجراء الانتخابات المبكرة في موعدها وأكدوا دعمهم للاتفاق مع واشنطن على سحب قواتها القتالية من بلادهم بنهاية العام الحالي.
واتفق العراق والولايات المتحدة في 26 من الشهر الماضي في ختام جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة والأخيرة بينهما على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الحالي 2021.
ومنذ عام2014 تقود واشنطن تحالفا دوليا لمناهضة تنظيم داعش الذي احتل على ثلث مساحة العراق آنذاك حيث ينتشر حوالي 3500 جندي للتحالف بينهم 2500 أميركي.
وتضغط قوى سياسية مقربة من طهران باتجاه مغادرة جميع القوات الأميركية للبلاد القتالية وغير القتالية كما تتعرض المصالح الأميركية لهجمات متكررة في العراق تتهم واشنطن فصائل مليشياوية مسلحة مرتبطة بطهران بالوقوف وراءها والتي تحفظت على الاتفاق العراقي الاميركي الاخير.