قال 25 في المئة من قراء إيلاف إن إيران انتصرت في حرب الوكالة بغزة، مقابل أقل من 1 في المئة قالوا تركيا، فيما قال 19 في المئة إن العرب انتصروا، وقال 55 في المئة إنها إسرائيل.
إيلاف من بيروت: انتهت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس في غزة إلى هدنة هشة، ربما لن تستمر طويلًا، رغم الثقل الذي يمثله الدور المصري في إرساء وقف نار دائم، تحضيرًا لعملية سياسية ما، تنتج هدوءًا للفلسطينيين والإسرائيليين.
في جردة لحساب ما بعد المعركة، سألت "إيلاف": "في حرب الوكالة الأخيرة بين حماس وإسرائيل، من المنتصر؟" قال 25 في المئة من المستجيبين إنها إيران، مقابل أقل من 1 في المئة قالوا تركيا، فيما قال 19 في المئة إن العرب انتصروا، وقال 55 في المئة إنها إسرائيل.
في إسرائيل، الجو لا يوحي بالانتصار. ففي صحيفة "إسرائيل اليوم"، وتحت عنوان "هدنة من دون حسم"، كتب تسفيكا فوغل أن اتفاق الهدنة الذي تم التوصل اليه هو اعتراف بفشل المعركة العسكرية في تحقيق الحسم، وهو بمثابة توقيع القيادة السياسية في إسرائيل وثيقة الاعتراف بحق حماس في الاستقلال، كما أن الاتفاق لوقف النار لا يؤمن لسكان دولة إسرائيل الأمن، وسيظل سكان الجنوب يعيشون في ظل الخوف من خطر الارهاب في غزة.
اضاف أن الهدنة مع حماس تشكل ضربة موجهة الى جميع الفلسطينيين المعتدلين في الضفة الغربية، وهذه الهدنة لن تصمد طويلاً وسوف تنهار ما أن تدرك حماس أن إسرائيل لن توافق على بناء مرفأ او مطار في غزة.
كما قال تحليل لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إنه بينما حققت إسرائيل انتصارات تكتيكية في هذه الحرب، فإن حماس هي المنتصر من الناحية الاستراتيجية، وهناك بون شاسع بين الطريقة التي تحاول بها إسرائيل تسويق العملية العسكرية التي تشنها ضد غزة وبين الطريقة التي نجحت فيها حماس في تقديم قتالها ضد إسرائيل للشعب الفلسطيني والشعوب العربية؛ "فإضافة إلى نجاح حماس في مواصلة إطلاق الصواريخ في العمق الإسرائيلي، فإنها نجحت في تحريك الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية ودفعت البعض لإطلاق عدد محدود من الصواريخ من لبنان ومن سوريا، إلا أن النجاح الأكبر لحماس كما تراه الأوساط الفلسطينية يتمثل في التظاهرات التي اندلعت داخل الخط الأخضر".
في المقابل، قال "غارديان" البريطانية إن الاتفاق على وقف النار لا يقدّم شيئاً لحماس. فعلى رغم مظاهر الابتهاج التي عمت غزة بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ، فإن بنود اتفاق وقف النار الذي جرى التوصل اليه لا تختلف عن الاتفاق بعد عملية "عمود سحاب" قبل نحو 12 شهراً. فحماس لم تحصل على شيء ملموس، والامور الاساسية سوف تناقش في المفاوضات التي ستجرى لاحقاً، أهمها مطالبة حماس ببناء مطار ومرفأ واصرار إسرائيل على نزع سلاح قطاع غزة واستعادة رفات جنديين سقطا في المعارك الاخيرة.
وفي صحفيو "يديعوت أحرونوت" كتب رون بن يشاي: "يجب أن نقول بصدق إننا لا نعرف إذا كنا انتصرنا أم خرجنا متعادلين من هذه الحرب. فصحيح أن حماس تلقت ضربة قاسية وخسرت قدراتها العسكرية إلى جانب مقتل أكثر من ألف من مقاتليها، لكن إسرائيل أيضاً خسرت 70 قتيلاً 64 منهم جنود في الجيش الإسرائيلي، وحتى الآن لا حل مرضيًا يضمن أمن المستوطنات القريبة من السياج الحدودي في مواجهة قذائف الراجمات والصواريخ القصيرة المدى وحتى الصواريخ المضادة للدروع التي قد تطلق على باصات تنقل أولاداً إلى المدارس في منطقة مجلس إشكول أو في النقب، ولا نعرف إذا كان وقف النار سيصمد، لكن اذا صمد تكون العملية حققت أهدافها، فقد ضعفت حماس عسكرياً، ودمرت الأنفاق، لذا يتعين علينا ألا نتأثر كثيراً بصيحات الابتهاج في شوارع غزة".
إلى جانب حماس وإسرائيل، ثمة يد إيرانية في هذه الحرب، تمثلت في صواريخ إيران التي أطلقتها حماس على الداخل الإسرائيلي. إلى ذلك، وبحسب موقع "العربية.نت"، كشف خبراء مصريون أسباب وتداعيات اتصالات أجراها مسؤولون إيرانيون مع قادة حماس خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في غزة من أجل التنسيق والاستفادة من العدوان في تحقيق مكاسب يمكن أن تستفيد بها طهران في صراعها مع إسرائيل من ناحية والغرب من ناحية أخرى، للحصول على أوراق ضغط يمكن أن تلعب بها في مفاوضات فيينا الخاصة ببرنامجها النووي وللانتقام من إسرائيل.
وأكد هؤلاء أن طهران تاجرت بدماء الفلسطينيين لمصالحها، وكانت تريد استمرار العدوان وعدم إنهائه إلا بوساطتها، لإثبات قوتها الإقليمية والتأكيد على قوة دورها في المنطقة وما يتبعه ذلك من مواقف تترجم لصالحها على طاولة المفاوضات.
فإيران ترغب في تحقيق تقدم نوعي وقوي في مفاوضات فيينا، وتلعب بورقة الفصائل والميليشيات الموالية لها في المنطقة (حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وحماس والجهاد في فلسطين، إضافة لجبهة سوريا) كي تؤكد ثقلها الإقليمي، وتنتزع اعترافا دوليا ببرنامجها النووي وتحصل على اتفاق نهائي بذلك.
أما تركيا، فكان دورها محدودًا، على الجبهة الإعلامية لا أكثر، من دون أي ثقل فعلي في تفاصيل الحرب، أو في إرساء وقف للنار، ينقذ أرواح المدنيين الفلسطينيين. فلا غرابة إذًا إن لم تنل أصواتًا تذكر في الاستفتاء.
أما من ناحية العرب، فقد اتت هذه الحرب لتعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة الحدث الدولي، خصوصًا مسألة القدس وقضية الاستيطان، ولتعيد النظر في الحلول المطروحة، خصوصًا بعد تهاوي حل الدولتين، وتراجع أسهم صفقة القرن، مع التوجه الجديد للإدارة الأميركية الجديدة في البحث عن مخارج دولية لقضية الفلسطينيين، كأن تبحث على هامش اتفاقات فيينا مع الإيرانيين، بحضور دولي، وغياب عربي وفلسطيني.