إيلاف من دبي: مع اشتداد حدة الخلافات التي طفت على السطح خلال الفترة الأخيرة في صفوف ما تعرف باسم جبهة "تحرير الشام" في سوريا، "النصرة" سابقاً، فضح المتناحرون من الزعماء أفعال بعضهم البعض.
وفي جديد الخلاف، أطلّ قيادي سابق في الهيئة يعرف بلقب "أبو العبد أشداء"، عبر مقطع فيديو قال فيه إنه خرج ليفضح أفعال أبو محمد الجولاني زعيم الهيئة.
فقد اتهم أشداء الجولاني بالمتاجرة في المناطق السورية ودماء عناصر الهيئة، وكذلك بالكذب والخداع، والعبث بمقدرات المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم، وكذلك إفشال الكثير من الأعمال العسكرية التي كانت خططها جاهزة وموضوعة للاستيلاء على كامل مدينة حلب، متناسياً أنه كان أحد أهم أفراد الهيئة، وقد وافق على كل أفعال الجولاني قبل الخلاف.
كما اعتبر أشداء أن الجولاني قد أصيب بـ"جنون العظمة"، وأنه قام باعتقال أفراد من الهيئة، وقد استمر المقطع الذي حصل عليه المرصد السوري لحقوق الإنسان قرابة الساعة تقريباً.
ودعا فيه أشداء أنصاره إلى إكمال الطريق الذي بدأوا به منذ سنوات، متهماً الجولاني بأنه كان السبب بضياع مناطق الشمال من سيطرة الهيئة عبر ما سمّاها "المتاجرة بالدماء".
كما اتهم الجولاني بإعطاء الأوامر لتنفيذ أكثر من ألف حكم إعدام في مناطق الشمال دون محاكمات أو قضاء ولا شهادات وفاة.
وكذلك أضاف أن زعيم الهيئة أضاع في اعتراف شخصي منه في مرة واحدة مبلغ مليار ونصف أي ألف وخمسمئة مليون دولار، وذلك في السنين الثلاث التي وضع فيها يده على آبار البترول في سوريا.
يشار إلى أن أبو العبد أشداء واسمه عبد المعين كحال، وهو من حي السكري في مدينة حلب، تربطه علاقة قوية مع "أبو اليقظان المصري وأبو شعيب المصري"، وهما من الأوجه في هيئة "تحرير الشام".
كما كان أشداء قائداً لأحد الألوية التابعة لحركة أحرار الشام، وكان القوة الأمنية لهم في حلب.
وانفصل المذكور عن حركة أحرار الشام أواخر عام 2016، لينضم لـ"تحرير الشام" مطلع عام 2017 وكان من أبرز المتطرفين هناك، ثم تركها في 2019، موجهاً لها اتهامات كثيرة كان هو أبرز من عمل على تنفيذها.
الجدير ذكره أن هيئة "تحرير الشام" كانت اعتقلت "أبو العبد أشداء في سبتمبر من العام 2019، بعد إصدارها بياناً تضمن إحالته إلى ما يعرف بـ "القضاء العسكري"، وذلك على خلفية مقطع فيديو أيضاً بثه حينها بعنوان "كي لا تغرق السفينة"، وفضح فيه خفايا الاتفاقات السرية والعلنية والسرقات الاقتصادية والإدارة الفاشلة للمنطقة، منتقداً سياسة الهيئة في عدة مجالات ومنها سوء الحالة الاقتصادية للمقاتلين والمدنيين على حد سواء من خلال أساليبها في سحب المقدرات، التي تدر دخلاً على المناطق الخاضعة لسيطرتها في الشمال السوري.
ثم أطلقت الهيئة سراحه في أوائل العام 2020.
وجاءت هذه الاعترافات في الوقت الذي تشهد مناطق الهيئة حملة اعتقالات واسعة ينفذها الذراع الأمنية لها بأوامر مباشرة من زعيمها "أبو محمد الجولاني" ضد عناصرها المتواجدين في المنطقة من جنسيات مختلفة أغلبهم من تنظيم يعرف بولائه لتنظيم "القاعدة.
كما يأتي هذا في إطار محاولة زعيم الهيئة الترويج لنفسه على أنه محارب للإرهاب ضمن مناطق سيطرته بعد أن رعاه لسنوات.