الرباط: منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، دخل العشرات من عمال الفحم الحجري بمدينة جرادة (شرق البلاد) في اعتصام مفتوح داخل آبار الموت، ردًا على بيان وزارة الداخلية المغربية بمنع جميع الأشكال الإحتجاجية الغير مرخص لها والمزمع تنظيمها في الساحات و الطرق العمومية.
تجدر الاشارة الى انه مباشرة بعد دخول العمال لـ «آبار الموت» أصيب أربعة منهم بحالة إغماء خلال الإعتصام الذي اختاروا له شعار «الموت و لا المذلة».
وتجمع المائات من السكان في مكان الاعتصام تضامنا مع عمال الفحم الحجري المحتجين.
وتعرف المدينة بمختلف أحيائها وساحاتها الكبرى حضورا أمنيا مكثفا، حيث حجت فرق أمنية مختلفة مبدية استعداها للتدخل بناءا على قرار وزارة الداخلية بفك الإحتجاجات.
وكانت وزارة الداخلية المغربية، أصدرت مساء الثلاثاء، قرارا يقضي بمنع كل الأشكال الإحتجاجية، و أوضحت من خلاله أنه «على إثر الدعوات و النداءات المتكررة سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أو خلال الكلمات المعبر عنها خلال المظاهرات والتجمهرات الغير مرخصة التي تم تنظيمها اخيرا بمدينة جرادة، والتي تمت خلالها الدعوة إلى الإستمرار في تنظيم هذه الأشكال الإحتجاجية مع دعوة الساكنة المحلية للمشاركة فيها، في تحد واضح للمساطر والقوانين الجاري بها العمل، فقد تقرر منع الإحتجاجات بناءا على مقتضيات الفصول 11و 12 و 13 من الظهير الشريف ( مرسوم ملكي) المؤرخ في 15 نوفمبر 1958 بشأن التجمعات العمومية».
و أضاف البيان أن الأشخاص الذين يقفون وراء الدعوات لا يتوفرون على الصفة القانونية التي تخول لهم الحق في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية، معتبرا أن الأشكال الإحتجاجية التي يتم تنظيمها تشكل إخلالا بالأمن و النظام العامين وعرقلة السير بالطرق العمومية.
ويتابع ثلاثة نشطاء في حراك جرادة أمام المحكمة الإبتدائية بوجدة (الشرق)، حيث أجلت المحكمة النظر في محاكمتهم أول من أمس الإثنين، من أجل إعداد الدفاع، بعد متابعتهم في حالة اعتقال بتهم ثقيلة من بينها العصيان و إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بوظائفهم و ارتكاب العنف في حقهم و المشاركة في ذلك.
وتتواصل الإحتجاجات بمدينة جرادة منذ شهرين متتاليين، قبل أن تعرف تطورات غير مسبوقة منذ صدور قرار وزارة الداخلية أمس، والذي دفع بالمحتجين إلى التصعيد من خلال خوض اعتصام مفتوح داخل «آبار الموت» مع ما يمكن أن يترتب عن ذلك من وقوع كوارث إنسانية، بحسب ما ورد في تصريحات العديد من نشطاء الاحتجاج.