«إيلاف» من الرباط: بينما دعا نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا) أعضاء اللجنة المركزية للحزب الى دعم قرار مواصلة الحزب مشاركته في حكومة الدكتور سعد الدين العثماني، قال إن التقرير الذي رفعه رئيس المجلس الأعلى للحسابات ادريس جطو للعاهل المغربي الملك محمد السادس حول اختلالات مشروع "الحسيمة .. منارة المتوسط" يظل قابلا للنقاش باعتباره نصا غير مقدس.
و أضاف بنعبد الله، في خطاب القاه خلال انعقاد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية للحزب "برلمان الحزب" اليوم بمدينة سلا المجاورة للرباط، أن المكتب السياسي للحزب سيعود للوقوف على مختلف مضامين التقرير عندما تسمح الظروف والتعاطي معها بالتأني المطلوب والهدوء اللازم، مع التأكيد على ضرورة أن يترسخ إعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، بشكل ايجابي، بمنظور تحديثي مساير لصيرورة التاريخ، في إطار التفاعل مع المؤسسات الدستورية القائمة، وعلى أسس متينة، موضوعية، منصفة، وتكرس ممارسة تراكمات التجارب الناجحة.
و اعتبر بنعبد الله أن " التقدم والاشتراكية" سبق له واجه العديد من المحطات العسيرة، وعرف كيف يجتازها ويجعل منها حافزا قويا للم شمله وتعزيز صفوفه وتقوية مناعته ومواصلة أداء مهامه، في ظل تشبثه باستقلاليته وحفاظه على هويته والتمسك بمبادئه.
و أشار الى أنه يوجد اليوم في وضع صعب، وامام اختبار حقيقي، مما يقتضي من مناضليه جميعا التحلي بأرقى درجات الموضوعية والترفع وتجاوز الذات.
و زاد بنعبد الله قائلا " أكيد أن هذه المسألة ليست سهلة، بل عسيرة بالنسبة لبعضنا، لكن قبل الإقدام على اتخاذ هذا القرارأو ذاك، وجب التأكيد على أن ماهية حزبنا مرتبطة، ارتباطا وثيقا، بالدفاع عن مشروع مجتمعي قوامه الديمقراطية الحق ودولة المؤسسات، مجتمع الحرية والكرامة وحقوق الإنسان والمساواة، مجتمع بناء الاقتصاد الوطني المتين، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وارساء العدالة المجالية، مجتمع الانفتاح والحداثة".
و قال بنعبدالله إن الحاجة إلى حزب التقدم والاشتراكية، في مغرب اليوم والغد " حاجة موضوعية تأكدت خلال ما أداه ولا يزال من دورمتميز في بلادنا، رغم الحجم العددي ولأسباب شتى، لم يسعفه دائما في أن يتبوأ المكانة اللائقة به والجديرة بمواقفه، في ظل ثقة المكتب السياسي في قدرة الحزب على الاضطلاع بالمهام الجسام الملقاة على عاتقه.
و أضاف الأمين العام للحزب " يتعين علينا الاجتهاد من أجل إيجاد الصيغ الملائمة لأداء واجبنا، رغم قوة الصدمة ورفضنا الاستسلام لها، ورغم عدم استيعابنا، على النحو الكامل، لعدد من التطورات التي تعرفها البلاد.
و عن إمكانية مواصلة العمل في الحكومة الحالية من عدمه، زاد بنعبد الله قائلا"وبناء عليه، يقتـرح عليكم المكتب السياسي للحزب، بإجماع أعضائه، رغم بعض التلوينات؛ وهو ما لم يكن سهلا للتوصل إليه، أن نتفاعل إيجابا مع هذا الطلب الموجه إلينا، بأن نواصل العمل من داخل الحكومة الحالية، على أساس برنامجها الذي شاركنا في إعداده وصادقنا عليه، وعلى أساس التكييف السليم لهذا البرنامج مع المستجدات المرتبطة بضرورة البحث عن أفق تنموي جديد كما استعرضنا ملامحه سالفا".
و خلص بن عبد الله إلى التأكيد على ضرورة أن ينكب الحزب، بشكل أكبـر،على تركيز اهتمامه، أكثر فأكثر، على وضعيته التنظيمية، وكيفية ممارسته لدوره في المجتمع. وسنعود لهذا الموضوع، خلال الدورة العادية المقبلة للجنة المركزية، في إطار أفق التحضير للمؤتمرالوطني العاشر.