في إطار انفتاحه على كل التجارب الفنية العالمية في مجال التشكيل، يحتضن متحف محمد السادس للفن المعاصر في مدينة الرباط، تحت رعاية الملك محمد السادس وملك إسبانيا فيليبي السادس، معرضًا بعنوان "من غويا إلى اليوم، وهو يحتوي تحفًا من المجموعة المتحفية لبنك إسبانيا"، ابتداء من اليوم الثلاثاء، ولغاية 4 فبراير 2018 المقبل.
إيلاف من الرباط: حسب المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، فإن هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها التحف الفنية الخاصة ببنك إسبانيا خارج شبه الجزيرة الإيبيرية.
وتضم القطع الفنية السبعين المعروضة في متحف محمد السادس، لوحات ومنحوتات لكبار الفنانين، في طليعتهم غويا، إضافة إلى سورولا وزولواغا وساورا وتابيس وبارسيلو، وغيرهم من الأسماء التي تركت بصماتها حاضرة بقوة، عبر التاريخ، في المشهد التشكيلي في إسبانيا.
يولاندا روميرو، مندوبة المعرض، تتحدث للصحافيين عن اللوحات المعروضة |
المعطيات نفسها أكد عليها كل المتحدثين في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح اليوم في مقر متحف محمد السادس للفن المعاصر، وهم لويس م ليندي، والي بنك إسبانيا، وريكاردو ديز ـ هو كليتنير رودريغيز، سفير إسبانيا لدى المغرب، ويولاندا روميرو، مندوبة المعرض، وعبد العزيز الإدريسي، مدير المتحف.
حرص سفير إسبانيا في الرباط على إبراز عمق العلاقات بين المغرب وإسبانيا، في مختلف المجالات، معتبرًا المملكة المغربية شريكًا استراتيجيًا لبلده.
وقال الدبلوماسي الإسباني إن الثقافة حاضرة بقوة ضمن التعاون بين المملكتين، منوهًا بالجهود التي تم بذلها من أجل تنظيم هذا المعرض الذي يعكس جانبًا من الرصيد الثقافي والفني لإسبانيا.
بدوره، نوه لويس م ليندي، والي (محافظ) بنك إسبانيا، برعاية الملك محمد السادس، والملك فيليبي السادس لهذه التظاهرة الثقافية والفنية المتمثلة في هذا المعرض، الذي يقام للمرة الأولى، بهذا الحجم، خارج إسبانيا.
وخلال المؤتمر الصحافي تولى كل من عبد العزيز الإدريسي، مدير المتحف، ويولاندا روميرو، مندوبة المعرض، تسليط الضوء على هذا المعرض من مختلف جوانبه الفنية، قبل أن يقوم الصحافيون بجولة عبر أروقته، التي تشكل، حسب تعبير قطبي، في الدليل الفني للمعرض، "فرصة سفر بين حقب تاريخية غنية ومنتقاة بعناية لأعمال كبارالرسامين الإسبان".
يشير الدليل الفني للمعرض إلى أن القسمين الأولين من مسار زيارة المعرض، يشملان الصور الملكية الإسبانية وشخصيات شهيرة تعود إلى القرن الثامن عشر، والقرن التاسع عشر، والقرن العشرين، بما في ذلك لوحة خاصة من إنجاز غويا، الذي يعد من أهم مؤسسي الحداثة.
لوحتان من المعرض |
المصدر نفسه أبرز أن الأقسام الأخرى مخصصة لعرض لوحات لفازكيز ديازولسورولا وزولواغا باعتبارهم من رواد الفن التشكيلي في القرن العشرين، أولئك الذين مازالت أعمالهم شاهدة على عبقريتهم وتنوع عطائهم الفني.
استغل قطبي لقاءه مع الصحافة، ليعلن من خلال التصريحات التي أدلى بها، عن بعض مشاريع المؤسسة الوطنية للمتاحف، ضمنها الاستعداد لتنظيم معرض تشكيلي للفنان المغربي أحمد الشرقاوي، في بداية السنة المقبلة.
وكشف المتحدث عينه عن شروع المؤسسة الوطنية لمتاحف المغرب في فتح أبوابها في وجه كل أطفال وتلاميذ المدارس، بالمجان، كل يوم أربعاء، علمًا أن المواطنين المغاربة والأجانب المقيمين في المملكة مسموحة لهم أيضًا الزيارة المجانية كل يوم جمعة.
لم يفت قطبي أن يوجّه نداءه إلى عموم المواطنين لزيارة المتاحف لتذوق الجمال الكامن في رؤية الإبداع التشكيلي، مؤكدًا أن الرسامين يهمّهم أن يتشاركوا هذه المتعة مع المتلقي من خلال المعارض الفنية، التي يقدمون فيها عصارة إبداعهم.