: آخر تحديث
إيلاف ترصد أغرب الحالات من واقع سجلات القضاء المصري

فايسبوك والإلحاد والتحول الجنسي مفاتيح الطلاق في مصر

157
164
148

تتعدد الأسباب والطلاق واحد، ومن هذه الأسباب ما لا يصدق. فهل يمكن أن تطلق امرأة لأنها حذفت حماتها من قائمة أصدقائها على فايسبوك؟!.
 
إيلاف من القاهرة: تذخر ساحات القضاء في مختلف أنحاء العالم، ومنها مصر بالطبع، بكثير من دعاوى الطلاق التي تتسم بالغرابة الشديدة. 

"إيلاف" ترصد مجموعة من تلك القضايا، ومنها حالة لسيدة طلبت الطلاق، لأنها اكتشفت أن زوجها ملحد، وأخرى لأن زوجها تحول إلى أنثى، وثالثة لأنها تعرّضت للضرب بعد حذف حماتها من قائمة أصدقائها على "فايسبوك"، إلا أن الأغرب على الإطلاق قضية رجل يطلب الطلاق، لأن زوجته تضربه بسبب بنيته الجسدية الضئيلة.

الزوج أنثى
تزوجت هالة بعد قصة حب، وعاشت أول ثلاث سنوات سعادة وفرحاً، وأنجبت طفلة رقيقة. فجأة تغيرت أحوال زوجها عندما خصص إحدى غرف المنزل لنفسه، وأغلقها بالمفتاح، ولم يسمح لها أو لأي أحد آخر بدخولها مهما كانت الأسباب.

وبحسب ما ورد في الدعوى القضائية رقم 123 أحوال محكمة الأسرة في مدينة المنصورة في مصر، قالت هالة إن زوجها كان يتسوّق ملابس نسائية داخلية، ولم يكن يهديها إياها، ما أثار شكوكها، وظنت أنه تزوج بأخرى، فراقبته جيدًا، وتأكدت أنه لا يذهب إلا إلى العمل والمنزل.

استبدت الظنون بها إلى أن اكتشفت الكارثة. علمت أن زوجها يدخل الغرفة السرية، ويرتدي الملابس النسائية، ويضع مساحيق التجميل، ويتعامل مع نفسه كأنه أنثى جميلة!.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل اكتشفت أن لديه حسابًا سريًا على فايسبوك باسم امرأة، ويضع عليه صورًا له بالملابس النسائية، وتظهره كأنه أنثى مكتملة الأنوثة.

أصيبت هالة بالذهول، وجلست تبكي ساعات طويلة، ولم تجد بدًا من مواجهته، بما لديها من معلومات، وكانت الصدمة الأكبر أنه لم ينكر، وقال لها إنه يشعر بأنه أنثى مثلها تمامًا، ومن حقه أن يعيش حياته، ويستمتع بها، ثم ترك المنزل واختفى.

مرت أيام وأسابيع على هالة، وهي لا تدري أين اختفى زوجها. سألت عنه أصدقاءه، فأخبرها أحدهم أنه سافر إلى دولة تايلاند وأجرى عملية تحول جنسي، وأصبح امرأة، وأنه يقيم في مدينة أخرى لا يعرفه فيها أحد، ويستعد للزواج برجل. عندها، حسمت هالة أمرها، وأقامت دعوى طلاق من زوجها، الذي أصبح أنثى، ولم يعد يصلح لها "بعلًا".

ديانة الجد
بعد زواج استمر نحو تسع سنوات، قررت صفاء الطلاق من زوجها يونس، لأنه اعترف لها في جلسة رومانسية أن جده كان مسيحيًا، وليس مسلمًا.

تعمل صفاء معلمة، ونشأت في أسرة مسلمة متدينة، ويرجع نسبها إلى آل البيت. وقالت في صحيفة دعوى الطلاق التي حملت رقم 170 أحوال شخصية في محكمة الأسرة، إنها تزوجت بطريقة تقليدية، وحضرت أسرة زوجها جميع مراسم الخطوبة والزواج.

عاشت صفاء ويونس، الذي يعمل محاسبًا، حياة زوجية سعيدة لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم انقلبت حياتهما رأسًا على عقب. ففي تلك الجلسة الرومانسية، كان كلاهما يروي للآخر بعضًا من ذكريات الطفولة.

اعترف "يونس" سهوًا أن جده كان مسيحيًا، وأن والديه تعرّضا لمعاناة قاسية عندما اعتنقا الإسلام، وأنه شخصيًا عانى سوء معاملة جده. غضبت جدًا، واتهمته بالخداع والكذب، وتوجّهت صفاء إلى محكمة الأسرة، وطلبت الطلاق من زوجها، بسبب كذبه، وعدم إخبارها بحقيقة نسب أسرته.

الزوج ملحد

 نهال أقامت دعوى طلاق، لأن زوجها ملحد ويسبّ الدين. وقد روت في الدعوى رقم 16548 في محكمة الأسرة أن زوجها اعتاد سبّ الدين أمام الأطفال، مشيرة إلى أنه كان رجلًا متدينًا، حتى لقيت أسرته حتفها في حادث سير، فأصابته حالة نفسية سيئة، وأصبح ساخطًا على الحياة، وتحوّل إلى الإلحاد. 

أضافت أنه كان يدرّب أطفاله على سبّ الدين، وطلب منهم مغادرة حصة التربية الإسلامية في المدرسة. وذكرت أنها هجرت المنزل، وعادت إلى أسرتها بالأطفال، لكنه استطاع خطفهم، ولما أبلغت الشرطة، اعتدى عليها بالضرب.

أشارت إلى أنه لم يكتفِ بذلك، بل هرب بالأطفال إلى كندا، وطلبت منه الطلاق، كما طلبت تمكينها من حضانة أطفالها.

زوجتان وطلاق واحد
تحمل أوراق الدعوى القضائية رقم 125 أحوال شخصية حالة غريبة جدًا، إذ تقدمت زوجتان معًا للحصول على الطلاق من زوج واحد.

تزوجت هدى بابن عمها أشرف، وعاشا معًا حياة زوجية سعيدة، لم يكن ينقصها سوى الإنجاب، وعلى الرغم من أنهما عرضا نفسيهما على أكثر من طبيب، أكدت الفحوصات والتحاليل أنهما قادران على الإنجاب، إلا أنهما لم يرزقا بالذرية.

فجأة، قرر أشرف الزواج بابنة عمه الآخر، ووافقت هدى، على الرغم من حزنها الشديد، لكنه لم ينجب من الزوجة الثانية، بعد مرور سنوات عدة.

بدلًا من أن يبدأ أشرف رحلة البحث عن علاج، وبدلًا من أن ينظر في نفسه، أخبر زوجتيه، أنه قرر الزواج بامرأة ثالثة، وعلى الرغم من معارضة الزوجتين، إلا أنه أصرّ على قراره، ولم يكن أمامهما سوى اللجوء إلى القضاء معًا، من أجل الحصول على الطلاق من الرجل نفسه.

"حماتي ملاك"
ألهمت "الحماة" كتّاب السينما لإبداع الكثير من الأفلام، ومنها الفيلم المصري الشهير "حماتي ملاك"، وكانت والدة الزوج السبب في كثير من حالات الطلاق في الواقع، ومنها حالة شيماء، التي طلقت، لأنها حذفت حماتها من قائمة الأصدقاء في فايسبوك.

قالت شيماء في دعواها رقم 7891 أحوال شخصية إنها تزوجت ثمانية أشهر، بعد قصة حب. وأضافت أن والدة زوجها سيدة تشغل منصبًا مهمًا، وتتسم بالشدة، مشيرة إلى أنها (الحماة) اعتادت الدخول على صفحتها الشخصية في موقع فايسبوك وتوجيه انتقادات تصل إلى حد الشتائم إلى أصدقائها، ما اضطرها إلى حذفها من قائمة الأصدقاء.

وأشارت إلى أن حماتها استشاطت غضبًا، وقررت الانتقام منها، وطلبت من ابنها أن يجبرها على تقديم استقالتها من العمل، بحجة التفرغ للمنزل. لم تكتفِ بذلك، بل تعدت عليها بالضرب هي وبناتها، وأصابتها بعاهة مستديمة. وبررت طلبها بالطلاق بأن زوجها لم يستطع حمايتها من أمه.

زوجته تضربه
المعتاد أن تطلب الزوجة الطلاق، لأن زوجها يضربها، لكن محمود أقام دعوى أمام محكمة الأسرة في مصر، حملت رقم 245 أحوال شخصية لتطليق زوجته، لأنها تتعرّض له بـ"الضرب".

قال الزوج في صحيفة الدعوى إن زوجته التي تعمل ممرضة اعتادت ضربه أمام طفليه، مشيرًا إلى أنها تستغل ضعف بنيته، وتتعمد إهانته وضربه أمام طفليه، بل وأمام الجيران أيضًا، واستشهد بهم في دعواه. ولفت إلى أنه حرر ضدها محاضر رسمية عدة في الشرطة، وطلب حمايته، لكن من دون جدوى.

أضاف أن زوجته تستقوي عليه بأسرتها أيضًا، موضحًا أنه لم يطلقها مباشرة، لأنه لا يملك قيمة مؤخر الصداق، ولا يستطيع رد قائمة المنقولات، بعدما تعرّضت للتبديد والتلف في منزل الزوجية.

وطلب محمود من الحكمة أن تحكم له بالطلاق، ثم تتخذ كل الإجراءات اللازمة بحق الزوجة وأسرتها بعدم التعرّض له، وأن تتولى الشرطة حمايته منهم.

بيانات
وفقًا للبيانات الرسمية، فإن مصر تشهد ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الطلاق وصلت إلى نحو 40 بالمائة في عام 2015، وبحسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن حالة طلاق واحدة، تحدث كل 4 دقائق، ويبلغ مجمل حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد نحو 250 حالة، لا تتجاوز فيها بعض حالات الزواج أكثر من ساعات عدة بعد عقد القرآن، وتستمر أخرى إلى نحو ثلاث سنوات لا أكثر، فيما وصلت حالات "الخلع" عبر المحاكم أو الطلاق خلال العام الماضي 2015 إلى أكثر من ربع مليون حالة انفصال؛ مسجلةً زيادة تقدر بـ 89 ألف حالة عن العام الذي سبقه، 2014.

شهدت مصر أزمة سياسية ودينية أخيرًا، بعدما رفض الأزهر طلبًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمنع الطلاق الشفهي، معتبرًا أنه ثابت في الدين الإسلامي منذ عهد النبوة.
 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار