: آخر تحديث
من رمزية اجتماعية إلى عدم الاكتراث

القبعة لها دلالاتها الطبقية والسياسية على مر العصور

87
85
68
مواضيع ذات صلة

"إيلاف" من بيروت: تطور القبعات بأشكالها المتعددة يوازي النمط الثقافي الشعبي والرسمي وشيوعه بين العامة، بما يلفت الأنظار إلى قراءة التشكيل النمطي المتعارف عليه شعبيًا بثقافته المتداولة عبر هذا الأنموذج الشائع بين البلدان، ولهذا تتنوع القبعات من شعب إلى آخر.

                                             

كانت القبعات رمزًا للأدوار الاجتماعية: ارتدى الملوك تيجانًا في وقت مبكر جدًا، كما ارتدى الإغريق والرومان القدماء قبعات كي ترمز إلى مراتبهم، فانتقلت القبعة من وظيفتها الطبيعية الفطرية إلى وظيفة اجتماعية ورمزية تعني الخاصة من الناس وتشير إلى سلمهم الوظيفي الرسمي.

                                                 

في القرن العشرين

أصبحت الأزياء أكثر مرونة في القرن العشرين، إذ تخلى البلوتوقراطيون عن القبعات العليا لصالح قبعات تريلبي أو الهومبورغ. وتُظهر صور الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي الأميركيين المعدمين الذين حصلوا على وظائف من إدارة الأشغال العامة في عهد روزفلت، يحفرون خنادق مرتدين بذلات وأزياء.

حتى رجال العصابات، مثل آل كابوني في عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته، وجاك "ذا هات" ماكفيتي في الخمسينيات من القرن الماضي، ارتدوا قبعات أنيقة المظهر، وكأنهم يعوضون بها عن أنشطتهم الشائنة.
بدأت موضة القبعات تتراجع بعد الحرب العالمية الثانية، عندما قرر العديد من الجنود العائدين، الذين سئموا من الانضباط العسكري، التخلص من قبعاتهم.

انحسرت موضة القبعات بشكل كبير مع خطاب جون ف. كينيدي الافتتاحي في عام 1960 عندما تخلى عن قبعته، واقتصر ارتداؤها في تلك المرحلة بشكل أساسي على أغراض محددة، مثل الحماية من الحطام المتساقط، أو المناسبات الخاصة.

                                    قبعة نابليون
 

في عصرنا الحالي

الآلة الصناعية الحديثة طورت شكل القبعة باستخدام مواد مختلفة، وتفنن مصمموها في إيجاد أنواع مختلفة منها، طبقًا للنوع الشعبي والاجتماعي لكل بلد يرتدي شعبه القبعات، وبالتالي يعكس النوع الثقافي السائد هناك.
يمكننا القول إن ارتداء القبعات عاد ليمثل ظاهرة راهنًا، بحيث نرى الليدي غاغا تزين رأسها بالمنحوتات المعقدة. ويتنافس مصممو القبعات اللامعين على إنتاج أغطية رأس للعائلة المالكة والمشاهير الآخرين. حتى أن بعض الشباب ارتدوا ملابس مثل همفري بوغارت وستيف ماكوين.
أما بالنسبة إلى الرمزية، فإن ارتداء القبعة اليوم يُعد بمنزلة رفض للسلطة وليس علامة على الاحترام. وفي عالم التكنولوجيا، غالبًا ما يلجأ أصحاب المليارات إلى اجتماعات مجلس الإدارة بارتداء قبعات البايسبول لإظهار عدم اكتراثهم.

                                                               
أعدت ايلاف هذا التقرير عن "إكونوميست". الأصل منشور على الرابط:

https://www.1843magazine.com/and-finally/how-we-live-now/hatwearing-is-now-a-snub-to-authority
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل