مكسيكو: لقيت المؤثرة المكسيكية فاليريا ماركيز (23 عامًا) مصرعها بعدما أُطلقت عليها النار خلال بث مباشر عبر منصة "تيك توك"، في واقعة أثارت صدمة واسعة وتساؤلات حول دوافع الجريمة، سواء المرتبطة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي أو احتمالات تورط جماعات إجرامية في الحادث.
وقع الهجوم مساء الثلاثاء داخل صالون التجميل "Blossom The Beauty Lounge"، الذي تملكه ماركيز، في بلدة زابوبان بولاية خاليسكو، وسط المكسيك.
وذكرت النيابة العامة في الولاية أنها تحقق في القضية كجريمة "قتل على أساس النوع" (Femicide)، مشيرة إلى أن الدافع المرجح مرتبط بكون الضحية امرأة. وقالت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، إن السلطات "تعمل على القبض على المسؤولين ومعرفة دوافع الجريمة".
حادث وقع في منطقة معروفة بخطر الجريمة المنظم
أدى وقوع الحادث في ولاية خاليسكو إلى إثارة تكهنات حول احتمال وجود صلة مع "كارتل خاليسكو الجيل الجديد" المعروف محليًا بـ CJNG، وهو أحد أقوى التنظيمات الإجرامية في البلاد.
لكن النيابة العامة شددت على أنه "لا يوجد دليل مباشر حتى الآن على أن الجريمة تمت بأمر من جماعة إجرامية منظمة"، مؤكدة أن التحقيق يُجرى وفق بروتوكول جرائم النوع، مع مراعاة حقوق الضحية وعدم إعادة إدانتها اجتماعيًا.
تسلسل الحادث أمام متابعيها
خلال البث المباشر، كانت ماركيز تتحدث إلى متابعيها عن انتظارها لهدية من صديق عبر خدمة التوصيل، ثم أعربت عن قلقها لأن وجه المرسل لم يكن واضحًا، وتساءلت:
"لماذا لم يترك الهدية فقط؟ هل كانوا سيأخذونني؟"
وبينما كانت تحمل دمية وردية، التفتت بعيدًا عن الكاميرا، ثم وضعت يدها على صدرها وبطنها قبل أن تسقط في مقعدها. وسرعان ما أغلقت امرأة أخرى البث المباشر.
وأكدت النيابة أن رجلين على متن دراجة نارية وصلا إلى الموقع، وسأل أحدهما الضحية إن كانت "فاليريا"، ولما أجابت بالإيجاب، أطلق عليها الرصاص مرتين على الأقل وفرّ من المكان.
صعود سريع... ونهاية مفاجئة
بدأت فاليريا ماركيز حياتها المهنية كعارضة أزياء، وبرز اسمها بعد فوزها بلقب مسابقة "ميس روسترو" عام 2021. ثم تحوّلت إلى إنتاج محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شاركت نصائح تجميل وروتينات العناية، إضافة إلى صور من سفرها على طائرات خاصة ويخوت.
كان لديها أكثر من 223 ألف متابع على "إنستغرام" و100 ألف على "تيك توك" وقت وفاتها.
زابوبان... وجه راقٍ يخفي توترات أمنية
رغم أن حي زابوبان معروف بثرائه ووجود أمن خاص ومراكز تسوق فاخرة، فإن تقارير رسمية تؤكد أنه أحد أكثر المناطق عنفًا في الولاية.
ووفق وزارة العدل الأميركية، فإن أكثر من نصف الأنشطة العقارية والتجارية في المنطقة مرتبطة بتبييض أموال ناتجة عن تجارة المخدرات.
ومنذ بداية ولاية الرئيسة شينباوم في تشرين الأول (أكتوبر) 2024، سُجّلت 906 جرائم قتل في ولاية خاليسكو وحدها، بحسب بيانات شركة "TResearch".
كما عُثر في آذار (مارس) على مركز تدريب تابع لتنظيم إجرامي قرب المنطقة، وسُجّلت أكثر من 15 ألف حالة اختفاء في الولاية منذ عام 2018.
مؤشرات سابقة وعنف متزامن
أشارت وسائل إعلام مكسيكية إلى أن ماركيز كانت قد حمّلت شريكًا سابقًا مسؤولية أي مكروه قد يصيبها، في منشورات نُشرت سابقًا على حساباتها.
ورغم ذلك، قال رئيس بلدية زابوبان، خوان خوسيه فرانخي، إن الضحية لم تبلغ السلطات بوجود تهديدات ضدها من قبل.
في اليوم نفسه، قُتل النائب السابق لويس أرماندو كوردوبا دياز، على بُعد كيلومترين فقط من موقع مقتل ماركيز، في حادث منفصل.
العنف القائم على النوع في المكسيك
تُعد المكسيك من بين الدول الأعلى في معدلات قتل النساء في أميركا اللاتينية، وفق بيانات "لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (ECLAC)".
وسُجّل في عام 2023 ما معدله 1.3 حالة قتل لكل 100 ألف امرأة. وتأتي المكسيك في المرتبة الرابعة بعد باراغواي وأوروغواي وبوليفيا.
قبل أقل من 48 ساعة على مقتل ماركيز، كانت مرشحة حزب "مورينا" في ولاية فيراكروز، يسينيا لارا غوتييريز، قد قُتلت خلال بث مباشر لحملة انتخابية، ما يسلّط الضوء على تصاعد استهداف الشخصيات العامة والنساء عبر وسائل التواصل.