إيلاف من مراكش: فاز فيلم "ينعاد عليكو"، لمخرجه الفلسطيني إسكندر قبطي، بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة الحادية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي أسدل الستار على فعالياتها مساء السبت وسط أجواء احتفالية.
وقال المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو، رئيس لجنة التحكيم، إن هذا الفيلم الذي حصل على إجماع أعضاء لجنة الحكيم، هو "لوحة جدارية مذهلة تظهر ملامحها من خلال منظور إنساني عميق مثل
فسيفساء رائعة من الحكايات المتشابكة".
مشهد من فيلم "ينعاد عليكو"
ويتحدث الفيلم عن حادث بسيط يربط مصير أربع شخصيات، ويسلط الضوء على العلاقات المعقدة بين الجنسين والأجيال والثقافات، حيث تواجه حنان أزمة مالية وتعقيدات كثيرة وهي تطالب بالتعويض عن حادثةٍ بالسيارة تعرضت لها ابنتها فيفي. فيما ابنها رامي مطالب بأن يواجه التغير المفاجئ في موقف صديقته اليهودية شيرلي بشأن إجهاضها الذي خططا له مسبقا. أما ميري، أخت شيرلي، فتحاول التخفيف من وطأة الاكتئاب الذي تعانيه ابنتها وتسعى في نفس الوقت لإقناع أختها بإيقاف حملها من رامي. وبعد الحادث الذي تعرضت له، تواجه فيفي شعورا بالذنب بسبب إخفائها سرا يهدد سمعة عائلتها وعلاقتَها العاطفية الجديدة مع طبيبها وليد.
والفيلم الفائز هو دراما معاصرة تدور أحداثها في مدينة حيفا، وتتمحور حول حادثة بسيطة، ربطت مصائر أربع شخصيات وسلطت الضوء على العلاقات المعقدة بين الرجال والنساء والأجيال والثقافات.
وفي باقي الجوائز، توج فيلم "تحت البركان" لداميان كوكر (بولندا) بجائزة "أفضل إخراج". وقالت لجنة التحكيم عن مبررات هذا الفوز: "لمسنا مأساة الحرب من خلال العلاقة الحميمة للعائلة مع قسط كبير من الإنسانية العميقة وإخراج دقيق محكم وأداء رائع".
وذهبت جائزة "أفضل دور نسائي" إلى كل من منار شهاب ووفاء عون، عن فيلم "ينعاد عليكو" لإسكندر قبطي (فلسطين). وقالت لجنة التحكيم في تبرير هذا الفوز إنها أرادت أن تأخذ بعين الاعتبار "التكامل التام في عملهما من خلال دوري الأم والابنة"، مع إشارتها إلى أن "الممثلتين تكشفان بطريقة مذهلة عن التعقيد الكامل للعلاقة وتشخيصهما عن الحياة الداخلية لشخصيتيهما ببساطة عميقة وأداءان يفيضان بالعنفوان والقلب والروح".
الفائزون بجوائز مهرجان مراكش
وفاز بجائزة "أفضل دور رجالي" رومان لوتسكيي، عن فيلم "تحت البركان" لداميان كوكر (بولندا). وقالت لجنة التحكيم إن الفائز "سار باستمرار على حبل مشدود، ووازن ببراعة بين عالمه الداخلي وواقعه الخارجي، فأظهر كيف يمكن للمرء أن يكون قويا في أضعف حالاته وشجاعا حتى عندما يتملكه الخوف".
وذهبت جائزة "لجنة التحكيم" إلى فيلم "الكوخ" لسيلفينا شنيسر(الأرجنتين) وفيلم "القرية المجاورة للجَنة" لمو هاراوي (الصومال).
وعن فوز فيلم المخرج الأرجنتيني، قالت لجنة التحكيم إن "هذا الفيلم باعتباره مجازا متقن الصنع يتطرق من خلال أداء مقنع، ينقل الجمهور إلى أجواء مقلقة". فيما يجسد فيلم المخرج الصومالي "بوضوح ورقي التعقيد والقوة العاطفية لشخصياته، القوية والمتفردة، وحكايتها عن الأبوة".
وتكونت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان في دورة هذه السنة من تسع شخصيات تنتمي لتسع دول مختلفة تمثل ست قارات، هي فضلا عن رئيسها: المخرج الإيراني علي عباسي، والمخرجة الهندية زويا أختار، والممثلة الأميركية باتريسيا أركيت، والممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا، والممثل الأسترالي جاكوب إلوردي، والممثل البريطاني - الأميركي أندرو غارفيلد، والممثلة المغربية نادية كوندا، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري.
وقال المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو، رئيس لجنة التحكيم، إن "مراكش هي بلا شك عاصمة السينما في شهر ديسمبر". وأَضاف: "لقد شهدنا مسابقة مليئة بالتأملات السينمائية حول ألم التشرد والسحق تحت سلطة الأنظمة التي تتحكم في حياتنا، ولكنها مسبعة أيضا برؤى المدينة الفاضلة".
وتميزت دورة هذه السنة من المهرجان بحضور كثيف للجمهور، حيث سجلت، بحسب إدارة المهرجان، "رقما قياسيا" بلغ 40 ألف متفرج، شاهدوا الأفلام المبرمجة في مختلف قاعات العروض.