إيلاف من القاهرة: للمرةِ الأولى يوجّه محبو الفنانة نيللي كريم انتقاداتٍ لاذعة عبر صفحتها الخاصة التي تجمعهم بها على "فيسبوك" بسبب البطء الشديد في مسلسلها الجديد "سقوط حر"، إلا أنها لم ترد عليها حتى الآن، لكنها جاءت معبّرة عن رأي قطاع ليس بالقليل من الجمهور الذي أشاد بتجاربها الدرامية خلال السنوات الثلاث الماضية ومنحها لقب أفضل ممثلة في استفتاءات جماهيرية ونقدية مختلفة.
وتواجه "كريم" في تجربتها الجديدة اتهامات بالمط والتطويل في الأحداث، بالإضافة إلى النمطية في تقديم نوعية الأدوار الحزينة نفسها التي تميّزت بها خلال السنوات الماضية، بينما جاءت بعض التعليقات لتخبرها بأن البعض قد اتخذ القرار بعدم متابعة العمل بسبب عدم تطور الأحداث بالسرعة الجاذبة للإهتمام بتفاصيله.
في المقابل، لا يمكن الإنكار أن هذه الممثلة المصرية قد جسدت مجموعة مشاهد متميزة في الأداء، حيث إن نشر كواليس المشاهد الصعبة التي صُوِّرت بالعمل من قبل شركة "العدل غروب" المنتجة للمسلسل والقنوات العارضة لتزيد من اهتمام الجمهور بمعرفة تفاصيلها. ونذكر منها مشهد غرقها في البحر الذي تم تصويره في منطقة العين السخنة بحضور المنتج جمال العدل، حيث كانت نيللي مليئة بالحيوية في الكواليس للانتهاء منه".
أما مشهد الغرق داخل المستشفى فتم تصويره داخل أحد المسابح حيث استعان فريق العمل بالسرير وتم إنزاله إلى المسبح حتى يخرج المشهد بالصورة التي يرغبها المخرج التونسي شوقي الماجري.
ومن المشاهد الهامة أيضا التي قدمتها كان مشهد الطيران داخل المستشفى.
لكن في الحقيقة، إن كثرة المشاهد الهامة التي قدمتها والثناء على أدائها لم يمنع العمل من التعرّض لانتقادات جمة لم تكن جماهيرية فقط، بل أيضا من النقاد الذين رأوا فيه تجربة غير موفقة لفنانة مصرية لديها موهبة تمثيلية قوية.
قاسم
وفي هذا السياق، يؤكد الناقد محمود قاسم أن موهبة نيللي كريم التمثيلية لا خلاف عليها، وظهرت في أعمال سابقة عدة خاصة عندما تخلت عن الأدوار البسيطة التي كانت تقدمها على الشاشة. لافتاً إلى أن تجربتها في "سقوط حر" جاءت معتمدة على نجاح تجاربها السابقة ولم تضف لها أي جديد على المستوى الفني بخلاف الضعف العام للمسلسل الذي اعتمد على سرد حكايات منفصلة لا تؤثر في الأحداث من أجل الوصول إلى الحلقة الثلاثين.
وأضاف قائلاً إنها ظلمت نفسها باختيار هذا المسلسل، وعليها تقديم نوعيات مختلفة من الأدوار في الدراما، وكذلك في اختيار المواضيع المكتوبة درامياً بشكلٍ شيق والبعيدة عن المط والتطويل، مشيراً إلى أن إيقاع المسلسل البطيء قد ساهم في انصراف الجمهور عنه مبكراً لوجود أعمال أخرى تتسم بإيقاع شديد السرعة بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا على جودتها.
محسن
ويشيد الناقد اندرو محسن بأداء "كريم" كممثلة في شخصية المريضة النفسية، وهو ما جعلها تتواجد بقوة كممثلة أدت دورها بشكلٍ جيد كما هو مطلوب منها، لكنه أسف لوجودها بعملٍ خرج مبكراً من دائرة الإهتمام ولم يلقَ نفس نجاح تجاربها السابقة التي تصدرت نسبة المشاهدة في رمضان.
وأضاف أن المخرج شوقي الماجري مخرج متميز ولديه رؤية عامة جيدة لكنه تعثر في بعض التفاصيل التي لم يقدّمها بشكلٍ جيد الأمر الذي ظهر منذ الحلقة الأولى. مشيراً إلى أن الممثلين الثانويين لم يكن أداؤهم بنفس بريق من شارك في تجاربها السابقة، لافتاً إلى أن باقي أبطال العمل الذين تميزوا في أدوارهم قد اعتمدوا على موهبتهم لا على قدرة المخرج الذي لم ينجح هذه المرة بإظهار جوانب قدراتهم على غرار ما ظهر في أعمال "كريم" السابقة مع روبي ومحمد فراج ودرة على سبيل المثال.
وأكد أن المشكلة الأكبر جاءت في طريقة كتابة العمل التي اعتمدت على الشكل المسرحي والسرد في البداية من خلال حكايات المرضى، مشيراً إلى أن سعي فريق العمل للتأكيد على أن المرض النفسي ليس وصمة عار لم يأتِ بالشكل الذي كان يجب أن يتم به، خاصةً وأن الإعتماد على شخصيات ثانوية تقوم بسرد سبب دخولها المستشفى واختفائها لاحقاً، قد أضعف العمل وأدخله في دائرة الملل في الكثير من حلقاته، دون أن يكون هناك حدث واحد رابط ليشد متابعة الجمهور، فضلاً عن أن قصة الحب التي جمعت بين فريال يوسف وأحمد وفيق لم يكن لها أي معنى في سياق الأحداث.