: آخر تحديث
مقالٌ للمتحدث العسكري الإسرائيلي

الحرب في غزّة وضرورة مناصرة الجانب الصحيح من التاريخ

70
66
58
مواضيع ذات صلة

خاص لإيلاف: أسبوعٌ ونيّف مرّ على الهجوم الإرهابيّ البربري الذي شنّته منظمة حماس التخريبية على دولة إسرائيل، محاولةً تصويره في البداية كهجوم ضدّ أهداف عسكريّة فقط، لم تمض سوى ساعات قليلة حتى اتضحت الصورة الحقيقية وتم الكشف عن حجم المجزرة أمام إسرائيل والعالم.
أطفال، نساء ورجال قُتلوا بدم بارد، أُحرقوا في منازلهم ونُكِّل بهم. مناظر مقززة يندى لها الجبين ويعجز القلب والعقل عن تصديق أنّ بشرًا قادرون على ارتكاب ما يُفضي إلى مثلها.
لم أكن أبدًا لأتخيل شخصيًّا أنّني سأراها يومًا في حياتي، وبصفتي أبًا لأطفال لم أصدّق أنّ هناك بشرًا في العالم يمكن أن يكونوا جزءً من هذه الفئة.


البريغادير دانيال هجاري، الناطق العام بلسان جيش الدفاع الإسرائيليّ

إننا في إسرائيل نعرف تمام المعرفة من هي منظّمة حماس. ويعرف مواطنو إسرائيل مدى فتكها وقسوتها، لكنّ ما حدث كشف للعالم بأسره، بما في ذلك العالم العربيّ، الوجه الحقيقيّ لهذه المنظّمة، حيث لم يكن من قبيل الصدفة أن يتعاطف الكثيرون مع تصريحنا بأنّ ما اقترفته منظّمة حماس يرتقي في فظاعته لأعمال داعش، بل ويفوقها بشاعة وفظاعة. 

إن هذا الهجوم الإرهابيّ الوحشيّ لا صلة له بمصالح السكان الفلسطينيين، بل إنّه مرتبط بقدر أكبر بمصالح إيران والمحور الشيعيّ. حماس مرتبطة بالمحور الشيعي وتستلهم منه. مسؤولو حماس الذين حرصوا في الماضي على إزالة اللافتات التي حملت صورة قاسم سليمانيّ من شوارع غزّة، يتباهون الآن بصلتهم بالقوات الإرهابيّة لفيلق القدس في الحرس الثوريّ الايراني. لقد فضّلت حماس الإرهاب وإيران ومحور الشر على رفاهية سكّان غزّة. 

هذه الحرب توضّح وتبرز الصراع الدائر بين قوّتَين رئيسيّتَين في المنطقة. هناك جانب اختار الحياة والحرّيّة، وهناك جانب آخر يواصل اختيار الموت والدمار، ولدينا الفرصة والحق في أن نكون مع الجانب الذي يسعى من أجل السلام والرفاه وبناء مستقبل جيّد أفضل، الجانب الذي يفضّل الحريّة على الاضطهاد، الحياة على الموت والنور على الظلام.

سجّل الأسبوع الماضي سطوره في التاريخ وسيُحفر في الذاكرة لأجيال. كونه أحد أكثر الأعمال الإرهابيّة وحشيّة وهمجيّة وقتلًا، وإلا أنه رغم فظاعته يُسلّط الضوء أيضًا على أولئك الذين يختارون الجانب الآخر. ضوء أولئك الذين ينبذون ويدينون أعمال القتل والاغتصاب والنهب والسلب وحرق الناس أحياءً واختطاف المدنيّين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنّهم إسرائيليون.

إنه لأمر لا يصدق كيف أن حماس لا تخجل من تسمية نفسها منظمة إسلاميّة، إذ إنّ كلّ نشاطها يتعارض ويتنافى بشكل جوهريّ مع شرائع الإسلام. 
وما لا شك فيه، فإن ما حدث في هذا الأسبوع يجب أن يشكّل دعوة استيقاظ لأولئك الذين دعموا مثل هذه المنظّمة القاتلة والخسيسة، لكنّه أيضًا بمثابة تعزيز ودعم لأولئك الذين كانوا طوال الوقت على الجانب الصحيح من التاريخ، وثبُت لهم ذلك الآن.

* تنشر إيلاف هذا المقال إيمانًا منها بحرية التعبير والنشر، مع ترحيبنا بالرأي المخالف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف