: آخر تحديث
زيلينسكي يعتبرها خطوة نحو عضوية الأطلسي

مجموعة السبع تقدّم لأوكرانيا ضمانات أمنية

23
25
27

فيلنيوس: تعهّدت مجموعة السبع في فيلنيوس الأربعاء تقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لأوكرانيا لمساعدتها على صدّ الغزو الروسي ومنع موسكو من الاعتداء عليها في المستقبل، في خطوة رأت كييف أنّها تقرّبها من الانضمام لحلف شمال الأطلسي بعد انتهاء الحرب ولا تمثّل بأيّ حال من الأحوال بديلاً عن هذه العضوية.

وقالت بريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه "سنعمل مع أوكرانيا على التزامات أمنية محدّدة وثنائية طويلة الأمد، لضمان قوة مستدامة قادرة على الدفاع عن أوكرانيا الآن وردع أيّ عدوان روسي في المستقبل".

مساعدة أمنية
وأضافت الدول السبع في البيان الذي أصدرته على هامش اجتماعات اليوم الثاني والأخير لقمّة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس أنّه "في حال شنّت روسيا هجوماً مسلّحاً في المستقبل (...) نعتزم تقديم مساعدة أمنية سريعة ومستمرة لأوكرانيا، وأعتدة عسكرية متطوّرة في المجالات البرية والبحرية والجوية، فضلاً عن مساعدة اقتصادية، من أجل تكبيد روسيا تكاليف اقتصادية وسواها".

وقدّمت الدول الصناعية السبع الكبرى هذه التعهّدات لكييف بعد مرور 18 شهراً تقريباً على بدء الغزو الروسي لأراضيها.

وإذا كانت هذه التعهّدات أثارت في الحال غضب موسكو، فهي لم تمحُ خيبة الأمل التي منيت بها كييف بعد فشلها في انتزاع جدول زمني محدّد لانضمامها إلى الحلف.

وقال الكرملين إنّ الضمانات الأمنية لأوكرانيا ستؤدّي إلى "تقويض أمن روسيا وستجعل أوروبا أخطر بكثير لسنوات".

بالمقابل، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضمانات الأمنية، مؤكّداً في الوقت عينه أنّها لا يمكن أن تحلّ محلّ مطلب بلاده بالانضمام إلى الحلف.

كما عبّر زيلينسكي عن ثقته بأنّ أوكرانيا ستنضمّ إلى حلف شمال الأطلسي بعد الحرب.

وتنصّ المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أنّ أيّ هجوم يستهدف أيّ دولة عضو في التحالف هو هجوم على دول التحالف بأسره.

وتخشى الولايات المتّحدة خصوصاً من إمكانية انجرارها إلى صراع نووي محتمل مع روسيا إذا ما أصبحت أوكرانيا عضواً في الحلف.

ودعت واشنطن إلى اتّباع نموذج مماثل لذلك المعتمد مع إسرائيل والذي تعهّدت واشنطن بموجبه تقديم مساعدات عسكرية للدولة العبرية على الأمد الطويل.

خيبة أمل
لكنّ زيلينسكي حاول الأربعاء التخفيف من خيبة أمله، معتبراً أنّ التعهّدات التي حصلت عليها بلاده تشكّل "انتصاراً أمنياً كبيراً" لها.

وقال زيلينسكي بعد مشاركته في قمة الأطلسي إنّ "الوفد الأوكراني يحمل إلى الديار انتصاراً أمنياً كبيراً لأوكرانيا، لبلادنا، لشعبنا، لأطفالنا".

وفي فيلنيوس، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء أنّه بانتظار أن يفتح حلف شمال الأطلسي باب العضوية أمام كييف، فإنّ مجموعة السبع ستساعد أوكرانيا على بناء جيش قويّ يمتلك قدرات دفاعية "في البرّ والبحر والجو".

وخلال مراسم شارك فيها قادة دول مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكسي، قال بايدن "سنساعدهم في بناء قدرات دفاعية قوية في البرّ والجوّ والبحر"، مشدّداً على أنّ "مستقبل أوكرانيا هو في حلف شمال الأطلسي".

اتفاقات لاحقة
وتشكّل تعهدات مجموعة السبع إطاراً لإبرام اتفاقات ثنائية في وقت لاحق بين هذه الدول وكييف، تتضمن تفاصيل الأسلحة التي ستمد بها كييف لمدة عشر سنوات.

وأرسل المانحون الغربيون حتى الآن أسلحة بقيمة عشرات المليارات من اليوروهات إلى أوكرانيا لمساعدتها في مكافحة الغزو الروسي.

وقالت ألمانيا الثلاثاء إنّها ستقدم مزيداً من الدبابات ومن صواريخ باتريوت الدفاعية والعربات المدرعة بقيمة 700 مليون يورو إضافية.

وأعلنت فرنسا عن إرسال صواريخ طويلة المدى من طراز "سكالب" بينما أكد تحالف يضم 11 دولة أنه سيبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات "اف-16" اعتبارًا من الشهر المقبل.

كما أعلنت النروج الأربعاء أنّها ستقدّم لأوكرانيا خلال العام الجاري مساعدات عسكرية إضافية تشمل طائرات مسيّرة متناهية الصغر وأنظمة دفاع جوي وحصصاً غذائية للجنود.

وفي اليوم الأول من قمة الأطلسي الثلاثاء، أكّد قادة الدول الأعضاء في التحالف العسكري بأنّ "مستقبل أوكرانيا هو في الناتو" واختصروا بعض الشيء العملية التي يتعيّن على كييف اتّباعها للانضمام للمنظمة.

وهذا الإعلان لا يذهب أبعد من التزام قُطع في 2008 بشأن انضمام في المستقبل. وتشعر الولايات المتحدة القوة العسكرية الأولى في العالم، بالقلق من إمكانية انجرارها إلى صراع نووي محتمل مع روسيا.

من جهة ثانية، حذّر الكرملين الأربعاء من أنّ روسيا ستضطر لاتّخاذ "إجراءات مضادّة" إذا استخدمت أوكرانيا القنابل العنقودية التي قالت الولايات المتّحدة إنّها ستزوّدها بها.

وقال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إنّ "الاستخدام المحتمل (من قبل كييف) لهذا النوع من الأسلحة يغيّر الوضع، وهو حتماً يُلزم روسيا باتّخاذ إجراءات مضادّة معيّنة" يقرّرها الجيش الروسي في حينه.

وفي جاكرتا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة إندونيسية إنّ الحرب في أوكرانيا لن تنتهي ما لم يتوقف الغرب عن السعي لدحر موسكو.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة كومباس الإندونيسية قبيل اجتماعات يعقدها في جاكرتا هذا الأسبوع مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، انتقد لافروف بشدّة الولايات المتّحدة وحلفاءها لدعمهم أوكرانيا.

وقال لافروف إنّ النزاع في أوكرانيا "سيتواصل حتى يتخلّى الغرب عن خططه لبسط الهيمنة وعن هوسه بتكبيد روسيا هزيمة استراتيجية من خلال دميتها كييف".

وأضاف "لم تَظهر أيّ مؤشرات على تغيير في مواقفهم، ونرى كيف تواصل أميركا والمتواطئون معها ضخّ أسلحة في أوكرانيا ودفع (زيلينسكي) لمواصلة القتال".

ميدانياً، أعلنت أوكرانيا أنّها أسقطت 11 مسيّرة روسية مفخّخة أطلقت ليل الثلاثاء-الأربعاء على كييف.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار