: آخر تحديث
لم يعتذر ولم يعبر عن أي ندم

القضاء الفدرالي يحكم على الشرطي الذي قتل جورج فلويد بالسجن 21 عاماً

54
58
55

سانت بول (الولايات المتحدة): حكمت محكمة فدرالية أميركية الخميس بالسجن 21 عاما على الشرطي الأبيض ديريك شوفين الذي قتل خنقاً بركبته الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد مما أدى إلى موجة احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة.

وكان حكم بالسجن 22 عاماً ونصف العام، صدر من قبل عن محكمة في ولاية مينيسوتا بحق شوفين لكنه استأنف الحكم.

أما العقوبة الفدرالية بتهمة "انتهاك الحقوق المدنية" للأسود الأربعيني، فهي نهائية لأنها صدرت بناء على اتفاق يقضي باعتراف المتهم.

ويمكن أن ينفذها بالتزامن مع العقوبة الأولى، كما أوضح القاضي بول ماغنوسون من محكمة سانت بول، مشيراً إلى أنه أمضى سبعة أشهر منها في مدة توقيفه.

وقال القاضي "لا أعرف لماذا فعلت ذلك. لكن وضع ركبتك على رقبة شخص ما حتى يموت أمر خاطئ. لذلك يجب أن تعاقب بشدة".

"حياة السود مهمة"

وفي مداخلة قصيرة، تمنى ديريك شوفين لأبناء جورج فلويد أن "ينجحوا في الحياة"، لكنه لم يعتذر ولم يعبر عن أي ندم.

وأكد كارولين باولنتي والدة شوفين أن ابنها ليس عنصرياً بلا رحمة، قبل أن تضيف أن "حياة كل الناس مهمة أياً يكن لون بشرتهم"، مقتبسة بذلك شعار "حياة السود مهمة".

أما فريديريك فلويد شقيق جورج فلويد الذي أدلى بإفادة، فقد طالب بإنزال "العقوبة القصوى" في ديريك شوفين، مؤكداً أنه لم يتمكن من النوم منذ مقتل شقيقه.

في 25 أيار/مايو 2020، جثا الشرطي في مينيابوليس على رقبة الأميركي من أصل أفريقي لمدة عشر دقائق تقريباً ولم يكترث بتدخل مارة مذعورين وصرخات جورج فلويد.

وأثار المشهد الذي تم تصويره ونشره على الإنترنت، تظاهرات احتجاجية ضخمة ضد العنصرية ووحشية الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها.

وخلال محاكمة حضرها عدد كبير من القضاة في ولاية مينيسوتا في ربيع 2021، قال محامي شوفين أن جورج فلويد توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات ومشاكل صحية، وأكد أن موكله استخدم القوة بشكل مبرر.

ولم يقتنع المحلفون بذلك وأدين الشرطي السابق بارتكاب جريمة قتل عمد وحُكم عليه بالسجن لمدة 22 سنة ونصف. واستأنف هذا الحكم.

الملاحقات "المزدوجة"

في الوقت نفسه، فتح القضاء الفدرالي إجراءاته الخاصة عبر توجيه الاتهام رسمياً إليه وكذلك إلى زملائه الثلاثة السابقين بسبب "انتهاك الحقوق الدستورية" لجورج فلويد وخصوصاً "الحق في عدم الوقوع ضحية لاستخدام غير عقلاني للقوة من قبل شرطي".

وهذه الملاحقات "المزدوجة" مسموح بها في الولايات المتحدة ولكنها نادرة نسبياً. وهي تعكس أهمية هذا الملف الذي أعاد فتح نقاش حاد حول الماضي العنصري للولايات المتحدة.

في الملف الفدرالي، أكد شوفين أولاً أنه غير مذنب قبل أن يغير استراتيجيته في كانون الأول/ديسمبر 2021 ويعترف بجزء من المسؤولية للمرة الأولى.

في اعترافه بالذنب، أقر باستخدام القوة "مع علمه بأن ذلك سيء" و"بلا مبرر قانوني".

كما اعترف بالخطأ في ارتكابه أعمال عنف ضد مراهق أسود يبلغ من العمر 14 عاماً في 2017. وكان قد أبقاه ممداً على الأرض تحت ركبته لمدة ربع ساعة.

وقال الشاب جون بوب خلال جلسة المحكمة الخميس "آمل أن يستغل الوقت للتفكير فيما كان يمكن أن يفعله بشكل مختلف".

ومقابل اعترافه، تم الاتفاق على أن يقضي ديريك شوفين عقوبته في سجن فدرالي بدلاً من سجن الولاية الذي يخضع لإجراءات حراسة مشددة يتم احتجازه فيه حالياً في حبس انفرادي لحمايته من السجناء الآخرين.

ودان القضاء الفدرالي في شباط/فبراير ثلاثة شرطيين آخرين لم يتحركوا خلال محنة جورج فلويد، لكن لم تصدر أحكام عليهم بعد.

وقد اتهمهم قضاء الولاية أيضاً بالتواطؤ في القتل. واعترف أحدهم وهو توماس لين بأنه مذنب وسيصدر الحكم عليه في 21 أيلول/سبتمبر.

ومن المقرر أن تبدأ محاكمة الشرطيين الاثنين الآخرين تو ثاو وألكسندر كوينغ في 24 تشرين الأول/أكتوبر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار