الرباط: يسعى المغرب لاستقطاب صناعيين صينيين للاستثمار في إنتاج ألواح الخلايا الشمسية في سياق مخطط يهدف إلى تحرير إنتاج الكهرباء ذات الجهد المنخفض. وقال عبد القادر عمارة، وزير الطاقة والمعادن المغربي "هدف المخطط هو دمقرطة استغلال الطاقة الشمسية الفوتوفولتية، وتمكين صغار المستثمرين من استغلال ألواح الخلايا الشمسية على سطوح وواجهات البنايات السكنية والصناعية، في احتراح لمعايير الجمالية المعمارية، لانتاج الكهرباء لتلبية حاجياتهم وضخ الفائض في شبكات التوزيع التجارية".
وأضاف عمارة، الذي كان يتحدث مساء أمس (الثلاثاء) لمجموعة محدودة من الصحافيين على هامش استقباله للمشاركين في الدورة الثانية للمعرض الدولي للطاقة الشمسية الذي ينطلق اليوم (الأربعاء) في الدار البيضاء، "هدفنا بلوغ قدرة انتاجية بحجم 3000 ميغاوات في أفق 2030. ويمكن القول انه بالإمكان تحقيق 1500 ميغاوات في أقرب الآجال، حسب الدراسات التي أنجزناها حول استعدادات المستثمرين. المشكلة الوحيدة التي لا تزال تؤخر انطلاق هذا المخطط هي إصدار مرسوم القانون المنظم لسوق الكهرباء ذات الجهد المنخفض ووضع آليات وشروط ضخ فوائض الإنتاج في شبكات التوزيع".
وكشف عمارة أن إصدار هذا القانون يتطلب مفاوضات وإبرام اتفاقيات مع قطاعات حكومية أخرى، خاصة وزارة الداخلية، ومع البلديات وشركات توزيع الكهرباء. وتوقع عمارة أن تكون هذه المفاوضات صعبة، خاصة مع شركات توزيع الكهرباء التي ستفقد جزءا من سوقها. وقال "عرفنا وضعا مشابها عند تحرير إنتاج الكهرباء ذات الجهد المتوسط باستعمال الطاقات المتجددة، حيث استغرقت المفاوضات المتعلقة به سنتين". وأضاف عمارة أن القانون الجديد أصبح شبه جاهز وتوقع صدوره مع بداية ولاية الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن انتخابات 7 أكتوبر المقبل .
وأوضح عمارة أن المغرب يرغب في أن يكون هذا المخطط رافعة لتطوير قطاع صناعي مرتبط باستغلال الخلايا الشمسية الفوتوفلتية. ويراهن في ذلك على استقطاب مستثمرين أجانب كبار، خاصة الصينيين، شريطة التزامهم بالإعتماد على المكونات المصنعة محليا.
وحول المخطط المتعلق باستيراد الغاز الطبيعي السائل واستخدامه بديلا عن الفحم الحجري في المحطات الحرارية لانتاج الكهرباء، أوضح عمارة أن مباحثات المغرب جد متقدمة مع روسيا كممون للسوق المغربية بالغاز الطبيعي المسال.
وبخصوص اكتشافات الغاز الطبيعي التي تم الإعلان عنها أخيرا في المغرب، قال عمارة ان نتائج التنقيب في منظقة تندرارة (شرق البلاد) على الحدود مع الجزائر جد مشجعة. وأضاف "ننتظر نتائج الدراسات حول الأهمية التجارية لهذه الاكتشافات. لكننا لا ننتظر اكتشافات ضخمة يمكن أن تقلب المعادلة".
وأوضح عمارة أن المغرب يراهن على الطاقات المتجددة، خاصة الشمسية والريحية والمائية. وأضاف "سيكون المغرب في 2030 من بين البلدان القلائل التي تهيمن فيها الطاقات المتجددة على المزيج الطاقي الوطني".