: آخر تحديث

انقاذ الإمبراطورية للمؤرخ الفرنسي شارل -ايلوا فيال

47
55
37

في عددها الصادر مطلع الأسبوع الثاني من شهر مارس-آذار الحالي، نشرت الأسبوعية الفرنسية"لوبوان" عرضا عن كتاب المؤرخ الفرنسي شارل -ايلوا فيال الذي حمل عنوان:" انقاذ الإمبراطورية"، تلك الإمبراطورية التي كان نابلويون بونابرات يحلم بها لكي تبسط نفوذها لا على أوروبا فقط، بل على الشرق والغرب تماما مثلما كان يحلم الاسكندر المقدوني.

وفي بداية العرض، يشير كاتبه ارتور شوفالييه بأن "قوة الوهم ووهم القوة مُتشابكان بحيث يصعب الفصل بينهما".
وهذا ما ينطبق راهنا على فلاديمير بوتين الذي شنّ الحرب على أوكرانيا حالما باستعادة امبراطورية القياصرة الذين أسسوها بالحديد والنار.

وهو هنا يعاكس مسار التاريخ، محاولا أن يفرض رؤيته الخاصة له ناسيا ان الذين فعلوا ذلك منيوا في النهاية بهزيمة نكراء  مثلما هو الحال بالنسبة لنابليون بونابرات الذي   عاد من روسيا عام 1813 تاركا خلفه جثث عشرات  الآلاف من جنوده فوق ثلوجها، لكنه سرعان ما بدأ  يُخطط لحرب جديدة. ورغم أن فرنسا كانت تعاني من أزمات حادة وخطيرة على جميع المستويات، ورغم معارضة حلفائه القدماء، وتشكك مستشاريه الكبار، وفي مقدمتهم الداهية تالايران، وزير خارجيته، فإن نابليون تصرف وكأن شيئا لم يقع، واندفع بجيشه لغزو ألمانيا في خريف عام 1813. وفي البداية حقق بعض الانتصارات التي أعادت له الثقة في نفسه، وفي جيشه. وأثناء الهدنة التقى بماترنيخ، الوزير القوي في حكومة الإمبراطورية النمساوية. وأثناء ذلك اللقاء التاريخي الذي استمر تسع ساعات  في مدينة درسدن الألمانية، هدد بونابارت وتوعّد قائلا لمارتنيخ:"بإمكان ملوككم الذين ولدوا على كرسي العرش أن يعودوا إلى عواصمهم حتى ولو ألحقت بهم أشنع الهزائم. أما أنا فجندي. والجندي لا يتراجع، بل عليه أن يواصل القتال حتى النهاية".. وواصل نابليون الحرب بعد ذلك اللقاء التاريخي لكن جيشه المتعب من الحروب هزم  في هذه المرة أيضا. وبذلك ارتكب نابليون خطأ جسيما آخر أدى به إلى أن ينهي حياته منفيا في جزيرة هيلانه... 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات