: آخر تحديث

الروائية الأمريكية سوزان ميجن تعود إلى الظهور بعد عامين من إعلان وفاتها منتحرة

27
31
25
مواضيع ذات صلة

أعلن منشور على موقع فيسبوك وقعته امرأة، تدعي أنها ابنة الروائية الرومانسية، سوزان ميجن، في سبتمبر أيلول 2020 وفاة الروائية منتحرة.

وكتبت السيدة ميجن روايات رومانسية تصفها هي بأنها "مثالية في عيوبها"، وجمعت حولها جمهورا من القراء والكتاب المترابطين، والمساندين لبعضهم البعض.

وتتذكر الكاتبة سوزان كول بأن خبر وفاة زميلتها أصابها بصدمة.

وقالت لبي بي سي: عندما تسمع أن واحدة منا انتحرت، ينزل الخبر عليك كالصاعقة. كنا في حداد بسبب ذلك".

وبعدها انتشرت شائعات مفادها بأن السيدة ميجن تتعرض للتنمر على الانترنت.

وأضافت السيدة كول: "بدأ بعدها توجيه أصابع الاتهام. ودق هذا الأمر إسفينا بين المجموعة دام شهورا".

فقد أحيت المجموعة ذكرى وفاة ميجين سنتين متتاليتين. وجمعت التبرعات ونظمت عمليات بيع الكتب بالمزاد تكريما لذكراها. وشارك كتاب مثل كنديس آدامز في إعداد ديوان للقصص القصيرة، يدعو إلى محاربة التنمر في عالم الكتابة الروائية.

ولكن كل شيء انتهى هذا الأسبوع، عندما عادت السيدة ميجن إلى الحياة، بعد موتها.

فقد أعلنت عودتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فزرعت الحيرة والذهول بين جمهورها وأصدقائها، معترفة بأن قصة انتحارها لم تكن إلا مسرحية.

وجاء في المنشور: "ستطرح آلاف الأسئلة. فلتبدأ التسلية".

الموتى لا ينشرون

ونزل خبر عودة السيدة ميجن إلى الحياة على جمهور الانرتنت كالصاعقة، وأثار غضبا واسعا بينهم.

وقالت السيدة كول: "بالنسبة لي، هذا لا يحدث إلا في الروايات".

"لن يكون بمقدوري أبدا استيعاب ما كانت تفكر فيه، لأن الناس ببساطة لا يفعلون ما فعلت".

وقالت السيدة آدمز، التي كانت عضوا في المجموعة التي شكلتها ميجن على الانترنت، في 2019، إن هذا الخبر دمر مجموعة شعرنا فيها لفترة من الزمن بالأمان والتضامن".

"أما اليوم فكل واحد منا يشعر بأنه لا يستطيع الاهتمام بالغير لأنه لا يعرف ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي".

وبعد إعلان وفاتها المزعومة، ظهرت امرأة على حسابها في فيسبوك تدعي أنها ابنتها وتطلب المساعدة في إنهاء رواية أمها الأخيرة والترويج لأعمالها السابقة.

وعندما تساءل البعض عن سبب استمرار حساب السيدة ميجن في النشاط، بعد موتها، ردت ابنتها أن "الموتى لا ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي"، حسب صور للمنشورات اطلعت عليها بي بي سي.

ولكن السيدة آدمز قالت إن الشكوك بدأت تساور بعض أعضاء المجموعة بمرور السنين، إذ لاحظوا تكرار خطأ إملائي معين في المنشورات.

فقد اعتادت سوزان على الوقوع في خطأ إملائي عندما تكتب عبارة suppposed to

فتكتب بدلها post to

وبعد وفاة السيدة ميجن المزعومة على الانترنت ، لاحظ البعض أن الخطأ نفسه استمر في المنشورات التي يفترض أنها من توقيع ابنتها.

ميشيل أوباما تكشف معاناتها من نظرة سلبية لنفسها ومظهرها

الراهبة التي "هربت" من الدير بعد 12 عاما من العزلة والصمت

وتقول السيدة آدمز إن استمرار ذلك الخطأ في المنشورات كان علامة واضحة على ما وقع.

"تبين لنا الآن جميعا أنها هي التي كتبت المنشورات منذ البداية وليس ابنتها".

"لماذا العودة أصلا؟"

وكشفت الثلاثاء امرأة تدعي أنها ميجن، للمجموعة على الانترنت أنها فعلا على قيد الحياة، وأنها كانت تتواصل مع المجموعة وتنشر باسم مستعار، حسب صور للمنشورات اطلعت عليها بي بي سي.

وجاء في منشورها على فيسبوك: "أنا الآن مرتاحة، وأتمنى أن أعود إلى الكتابة".

ولا تزال ظروف الحادثة غامضة حتى الآن، ولكن المنشور أثار سخطا كبيرا بين مجموعة الكتاب. وقالت السيدة آدمز إنها واجهت السيدة ميجن على فيسبوك وطالبتها بتفسير ما حدث.

"لماذا العودة أصلا؟ لماذا لم تستمري بالاسم المستعار التي كنت تستعملينه".

وألقت ميجن، في رسائل الكترونية اطلعت عليها بي بي سي، اللوم على عائلتها. وقالت إنها قررت التزام الصمت، بينما كانت "تتردد على طبيب الأمراض النفسية لمساعدتها في التحسن".

ويريد آخرون معرفة ما إذا كانوا سيستردون الأموال التي تبرعوا بها لمساعدة عائلتها، عبر السنوات. وقالت السيدة آدمز إنها اتصلت بالشرطة في بلدة السيدة ميجن لإيداع شكوى بتهمة الاحتيال.

واتصلت بي بي سي بالشرطة للتأكد من الأمر، لكن الشرطة قالت إنها لا تقدم معلومات عن قضاية معينة، وطلبت الاتصال لاحقا، للحصول على تصريح بهذا الخصوص.

وبعد انتشار خبر الخدعة على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت سيدة تدعي أنها ميجن للكاتب مايكل غاليغر إنها شعرت بأن الطريقة الوحيدة التي تخلصها من التنمر التي كانت تتعررض له على الانترنت هي تزييف موتها.

"هذه هي الأجواء المسمومة نفسها التي دفعتني إلى ما فعلت، وهذا يبرر ما قمت به. فبمجرد ما علم الناس أن النبض بدأ يتحرك في جسدي عاد التنمر إلى ما كان عليه".

وطلبت بي بي سي تعليقا من ميجن على حسابها وقت نشر المقال، ولكن الحساب لم يرد. وتعد كيسي هيل، الناشرة السابقة لميجن واحدة من القلائل الذين تواصلوا مع الروائية منذ عودتها إلى الحياة.

وقالت هيل إن ميجن اعترفت بأنها زيفت موتها، ولكن نفت أن تكون حصلت على أموال لتغطية نفقات الجنازة. وأضافت أنها كانت منشغلة كل الوقت بمرضها النفسي وإدمانها، وأصرت على أن أي تعليق نشر في تلك الفترة كان من أفراد عائلتها.

وتابعت هيل تقول: "بعد كل هذا، يصعب تمييز الصدق من الكذب".

وقالت السيدة آدمز إن هذه التجربة غيرت نظرتها للانتماء إلى مجموعة على الانترنت كانت تعتمد عليها في المساندة.

"أعتقد أنها كانت تظن أن موتها سيكسب كتبها شهرة".

"والآن، هذه مقامرة جديدة، إذا عدت سيحدث خبر عودتي ضجيجا، وربما صارت كتبي مشهورة، هذا بدل أن تكون كاتبة متميرة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات