: آخر تحديث

في انتظار زوال إسرائيل

4
3
3

يتميز النظام الحاكم في إيران بقدرته الفائقة على إطلاق التهديدات إلى حد التهويل، وإظهار نفسه بمستوى غير عادي من القوة وامتلاك الخيارات غير المحدودة، ولم يحظَ أي بلد بقسط يماثل ما حظيت به إسرائيل والولايات المتحدة من هذه التهديدات، خصوصًا بعدما وصل الأمر إلى تهديد إسرائيل بالزوال الذي صار انتظاره مشابهًا لانتظار غودو، صموئيل بيكيت، ومع الولايات المتحدة بإقامة حسينية في البيت الأبيض!

لكن، أثبتت الأيام وتثبت أن التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل والولايات المتحدة تتحقق، ولكن على عكس ما هو مرجو لها، ونظرة إلى ما حدث من المواجهات التي وقعت بشكل خاص بين إيران وإسرائيل، تبين ذلك بكل وضوح، إذ أن اغتيال شخصيات بارزة في النظام وبدقة متناهية من قبل إسرائيل، وكون عناصر من الموساد تسرح وتمرح في قلب طهران، يكشف حقيقة أن إيران أصبحت أرضًا مكشوفة أمام إسرائيل، في وقت تزعم طهران أنها أصبحت في مستوى إسرائيل من حيث نشاطاتها الاستخبارية، عندما أعلنت خلال الأيام الماضية أنَّ الاستخبارات الإيرانية قد حصلت على وثائق نووية حساسة من داخل إسرائيل، تحتوي على برامج غير قانونية وسرية للأسلحة النووية، وهناك ملاحظة مهمة لا يمكن تجاهلها، وهي أن الطرف الأكثر ضعفًا في المواجهة الحالية الجارية، والأكثر قابلية لهزيمة قاسية جدًا، هي إيران، وهكذا هزيمة من الممكن جدًا أن تحدد مصير النظام، وصولاً إلى زواله!

استعجال إسرائيل، بل وتلهفها إلى شن هجمات غير عادية على إيران، يأتي من كونها قد أعدت الأرضية والأجواء المناسبة لها حتى ضمان نجاحها الكامل، في حين إن تأكيد النظام على ممارسة التهديدات المهولة ضد إسرائيل من مغبة إقدام إسرائيل على شن هجمات على مواقعها النووية، يظهر على الأغلب ضعفاً واضحاً من قبل طهران من هذه الهجمات وعواقبها، لا سيما أنَّ المواجهات السابقة قد انتهت وبصورة واضحة جدًا لصالح إسرائيل، ولحد الآن يبدو جليًا أنَّ المواجهة التي بدأتها إسرائيل ضد إيران صباح الجمعة، تسعى فيها طهران للإيحاء بأنها حرب ستطول حتى تنتقم لنفسها، وليس لأن تقضي على إسرائيل أو تزيلها من الوجود، مع ملاحظة أن إيران، وفي أوضاعها الحالية، لا تمتلك الإمكانيات الكافية والمتاحة من أجل خوض حرب طويلة، كما أنها بجنوحها إلى سلم لا مناص منه، ستواجه آثارًا وتداعيات بالغة السلبية، مما يمكن أن يحدث داخليًا، وهو أمر يمكن أخذه في الحسبان، ومن المحتمل أنه قد تم عقد الآمال عليه من أجل سحب البساط نهائيًا من تحت أقدام النظام الحاكم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.