لا شك أن النظام الإيراني يمر بمرحلة حرجة، حيث تتراكم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتتفاقم الانقسامات الداخلية. فالفساد المستشري وسوء الإدارة والسياسات الخاطئة أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية وتزايد البطالة والفقر. وفي ظل هذا الوضع، يزداد الحديث عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل محتمل للنظام الحالي، وكقوة قادرة على تحقيق التغيير المنشود.
إنَّ ما يميز المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو قدرته على الجمع بين العمل السياسي المنظم والنضال الشعبي. فالمجلس يمتلك شبكة واسعة من الأنصار والمتعاطفين داخل إيران وخارجها، وهو قادر على تنظيم فعاليات حاشدة ومؤثرة، وكسب التأييد والدعم من مختلف الأوساط. كما أن المجلس يتمتع بمصداقية كبيرة لدى الشعب الإيراني، نظراً لتاريخه الطويل في النضال ضد النظام، وتضحياته الجسيمة في سبيل الحرية والعدالة.
إنَّ المظاهرات التي شهدتها 14 مدينة حول العالم يومي 18 و19 نيسان (أبريل) 2025، والتي شارك فيها الآلاف من الإيرانيين، لهي دليل واضح على قوة المجلس وتأثيره. هذه المظاهرات لم تقتصر على التعبير عن معارضة النظام، بل حملت أيضاً رسالة تضامن مع السجناء السياسيين الذين يواجهون خطر الإعدام، وتأكيد على أن الشعب الإيراني لن ينسى تضحياتهم ولن يتخلى عنهم. كما أن هذه المظاهرات أظهرت للعالم أجمع أن هناك بديلاً للنظام الإيراني، وأن هناك قوة قادرة على تحقيق التغيير في إيران.
إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يتبنى برنامجاً سياسياً واضحاً يرتكز على إقامة نظام ديمقراطي علماني يحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية. هذا البرنامج يلقى ترحيباً واسعاً لدى الإيرانيين الذين يتوقون إلى الحرية والعدالة، والذين يرون في المجلس الأمل الوحيد في تحقيق هذا الحلم. فالنظام الإيراني لم يعد قادراً على تلبية احتياجات الشعب أو حل مشاكله، والمجلس يقدم بديلاً واقعياً وقابلاً للتطبيق.
إن النظام الإيراني يدرك جيداً الخطر الذي يمثله المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ولذلك فهو يسعى بكل الوسائل لتشويه صورته وقمع أنصاره. ولكنه فشل في تحقيق ذلك، فالمجلس يزداد قوة وتأثيراً يوماً بعد يوم، ويكسب المزيد من التأييد والدعم من مختلف الأوساط. فالنظام الإيراني يعيش حالة من العزلة والضعف، بينما المجلس يزداد قوة وتماسكاً.
إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ليس مجرد حركة معارضة، بل هو مشروع وطني يهدف إلى بناء إيران جديدة تقوم على الديمقراطية والعدالة والمساواة. هذا المشروع يستحق الدعم والمساندة من جميع القوى الديمقراطية في العالم، فإيران ديمقراطية ستكون عاملاً رئيسياً في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
في الختام، يمكن القول إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يمثل قوة صاعدة في مواجهة نظام متآكل. وإذا استمر المجلس في تعزيز قدراته وتوسيع نفوذه، فإنه قد يكون قادراً على لعب دور حاسم في مستقبل إيران. الدور الذي سيغير وجه إيران والمنطقة بأسرها، ويحقق للشعب الإيراني حلمه في الحرية والعدالة.