: آخر تحديث
"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

الرئيس مفقود... تمرين بيل كلينتون لتحقيق الأمنيات

120
128
124

"الرئيس المفقود" هي أولى روايات الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون التي تبصر النور، بالتعاون مع الكاتب جيمس باترسون، ويبدو أن كلينتون في كتابه الجديد أفشى معلومات سرية لا يعرفها إلا من دخل البيت الأبيض، وذلك بحسب المطلعين على الرواية والنقاد الذين لاحظوا أن "الرؤى الرئاسية" مفقودة في الكتاب. 

إيلاف: باترسون نشر عشرات من الكتب الأكثر مبيعًا، وكلينتون عرف البيت الأبيض عن ظهر قلب (لأنه عاش فيه لثماني سنوات). معًا شكّلا فريقًا مثاليًا لكتابة الرواية المثيرة... أو هكذا تدّعي الحملة التسويقية لرواية "الرئيس مفقود"، وهي أول رواية يكتبها بيل كلينتون، بالتعاون مع جيمس باترسون، الذي حقّقت كتبه نسبة مبيعات تتخطى الـ 375 مليون نسخة. ويبدو أنّ الكتاب يفشي معلومات سرية لا يعرفها إلا من في الداخل، كما إنّه يحتوي على كثير من الإثارة.

تحقيق الأمنيات
وفي ما تبدو حالة من تحقيق الأمنيات بطرق متعددة، تدور أحداث "الرئيس مفقود" حول رئيس لا يرقى إليه الشك - جندي سابق تم القبض عليه وتعذيبه من قبل العدو - لكنه لم ينبس ببنت شفة (اسمه الأوسط هو لينكولن بدلًا من جيفرسون). وهو يعاني من التوتر والمرض والحزن، ومحاط بالأعداء اللدودين والأصدقاء غير الجديرين بالثقة. 

فجأة يواجه أزمة بهذا الحجم، بحيث لا يقتصر الأمر على إنقاذ أميركا من الكارثة فحسب، بل ربما الجنس البشري بكامله. فكّر الرئيس قائلًا: "لم تكن بلادنا قريبة من الحرب العالمية لهذه الدرجة منذ أن قام كينيدي بمواجهة خروتشوف بجرأة بشأن الصواريخ في كوبا". وللحصول على أي فرصة للنجاح، ينبغي أن يذهب بعيدًا. من هنا يبدأ العنوان.

بصيرة مفقودة
للأسف، كتاب "الرئيس مفقود" هو نفسه يفتقر إلى بعض الأمور التي كانت من الممكن أن تجعله أفضل، حيث لا تجد فيه البصيرة السياسية الحقيقية، وهذا أمر مثير للدهشة، كما لا يحتوي على علاقة جنسية، وهذا قد يكون أو لا يكون أكثر إثارة للدهشة.

بدلًا من ذلك، يقدم الكتاب 128 فصلًا بكتابة نثرية من دون توقّف، ومؤامرات ملتوية بما فيه الكفاية لإصابة القارئ بصداع. تتأرجح القصة ذهابًا وإيابًا بين الرئيس وزملائه - مستشار ألماني يدعى يورجين ريختر الذي يبدو "وكأنه من الملوك البريطانيين"، ورئيس وزراء روسي يتميز بمصافحة حديدية، ورئيسة وزراء إسرائيلية منفتحة القلب تؤكّد للرئيس قائلة: "أنت تعرف أنّ إسرائيل لن تترك جانبك أبدًا".

ملحمية بعيدة الاحتمال
حبكة الرواية ملحمية وبعيدة الاحتمال، وتشمل مخاوف كبيرة، مثل الإرهاب، وتوقف عمل الكمبيوترات، وتهديد بالفوضى والاضطرابات المدنية، والموت على نطاق هائل. أما الحل فيستغرق ثلاث ثوانٍ فقط، حيث هناك الأشرار الذين يتحوّلون إلى أخيار، وصالح يتبيّن أنه سيئ للغاية: امرأة طموحة يأكلها الحسد، إضافة إلى امرأة قاتلة ملقّبة بـ "باخ".

لم يتضح في جزء كبير من هذا الكتاب ما ساهم به كلينتون، ولكن مع قراءة أكثر من 500 صفحة حتى النهاية، يضع المؤلف الرئاسي يده على حبكة الرواية. تتابع الرواية، أنه بعد رحيل الأشرار وإنقاذ أميركا والعالم، يحاول البطل لمّ شمل الحزبيين.

الأمنيات
في خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس، يكشف عن السبب الذي اضطره للفرار من البيت الأبيض – ويدعو في الوقت نفسه إلى إصلاح في الهجرة، والسيطرة على السلاح، ومناقشة جادة للتغيّر المناخي، والعودة إلى طموح الآباء المؤسسين لتشكيل اتحاد أكثر كمالًا. 

يقول: "بعد الخطاب، ارتفعت نسبة تأييدي من 30 % إلى أكثر من 80 %. كنت أعلم أن ذلك لن يدوم، لكنّ شعور الخروج من الزنزانة جيد". وهو أمر لن يتحقق إلا في الأحلام.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير نقلًا عن "الإيكونومست". المادة الأصلية منشورة على الرابط:
https://www.economist.com/books-and-arts/2018/06/09/bill-clintons-debut-thriller-is-an-exercise-in-wish-fulfilment


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات