ابوظبي : بدموع الفرح، حقق سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس "حلم طفل صغير" وتوّج بلقبه الأول في بطولة العالم للفورمولا واحد، بعد حلوله الأحد ثالثا في جائزة أبوظبي الكبرى، الجولة الرابعة والعشرين الأخيرة لموسم 2025، منهيا هيمنة سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن لمدة أربعة أعوام.
على حلبة مرسى ياس، حلّ نوريس في المركز الثالث، خلف زميله الأسترالي أوسكار بياستري وفيرستابن الذي فاز بالسباق، حاسما اللقب بفارق نقطتين عن الهولندي بعد نهاية "هيتشكوكية" ومنافسة ثلاثية حتى الجولة الأخيرة.
ودخل نوريس السباق وهو يحتاج إلى الحلول بين الثلاثة الأوائل لحسم اللقب بغض النظر عن نتيجتي منافسَيه، في حين كان يحتاج فيرستابن إلى الفوز من دون أن يحقق نوريس أفضل من المركز الرابع وبغض النظر عن نتيجة بياستري الذي كان بحاجة إلى الفوز مع عدم تحقيق زميله البريطاني أفضل من المركز السادس.
وكان فيرستابن الذي تأخر بأكثر من 100 نقطة نهاية الصيف، نجح في تحقيق عودة رائعة خلال الثلث الأخير من الموسم، لكنه فشل في النهاية بالحفاظ على لقبه، في حين تصدر بياستري لأكثر من نصف موسم لكنه أنهاه متأخرا بـ13 نقطة عن زميله البريطاني.
وبذلك، حقق فريق ماكلارين لقب السائقين للمرة الأولى منذ 2008 حين أحرزه سائق فيراري الحالي البريطاني الآخر لويس هاميلتون، والثالثة عشرة في تاريخه.
وانضم نوريس إلى البرازيليين إيمرسون فيتيبالدي (1974) وأيرتون سينا (1988 و1990 و1991) ومواطنيه جيمس هانت (1976) وهامليتون (2008) والنمسوي نيكي لاودا (1984) والفرنسي ألن بروست (1985 و1986 و1989) والفنلندي ميكا هاكينن (1998 و1999).
كما أحرز الفريق البريطاني ثنائية الصانعين والسائقين للمرة الأولى منذ 1998.
"حلم طفل صغير"
بعد عبوره خط النهاية، قال نوريس لفريقه "شكرا لكم يا رفاق، لقد حققتم حلم طفل صغير".
وعلى منصة التتويج، أضاف "لم أبكِ منذ فترة طويلة... لم أكن أعتقد أنني سأبكي، لكنني فعلت"، مضيفا "أريد أن أشكر أمي وأبي، لقد دعماني منذ البداية. الشعور مذهل... الآن أعرف قليلا ما يشعر به ماكس. أريد أن أهنّئ ماكس وأوسكار، لقد استمتعت، لقد كان عاما طويلا!".
بدوره، قال المدير التنفيذي لماكلارين زاك براون "كان ذلك مثيرا، مثيرا، أكثر مما يجب، ولكنه رائع".
وتابع "يا له من مجهود... لاندو وأوسكار، يا لها من موسم مذهل!".
وأظهر نوريس (26 عاما) ثباتا كبيرا طوال الموسم، إذ صعد إلى منصة التتويج 18 مرة في 24 سباقا. فاز بسبعة سباقات كبرى، مثل زميله بياستري. أما فيرستابن، ففاز بثمانية سباقات، لكنه كان قد تراكم عليه الكثير من التأخر في النصف الأول من الموسم ليتمكن من استعادة الصدارة.
في أبوظبي، انطلق فيرستابن من المركز الأول أمام نوريس وبياستري الذي تقدّم سريعا إلى المركز الثاني، ومن خلفهم شارل لوكلير من موناكو (فيراري) والبريطاني جورج راسل (مرسيدس)، وهو ترتيب استمر حتى اللفة 15 حين خرج الأخير من ترتيب الخمسة الأوائل بعد توقّف أوّل.
وأبكر نوريس بالتوقف في اللفة 17 وبات تاسعا لكن سرعان ما تجاوز الإيطالي كيمي أنتونيلي (مرسيدس) والإسباني كارلوس ساينس (وليامس) ثم قام بتجاوزين في منعطف واحد في اللفة 19، وواصل تقدمه حتى المركز الرابع خلف الياباني يوكي تسونودا سائق ريد بول.
ونجح نوريس بتجاوز تسونودا في اللفة 23 في حين توقّف فيرستابن لأول مرة، مفسحا المجال أمام بياستري للتصدر.
وقُتح تحقيق أوّل حول إمكانية أن يكون نوريس قد خرج من حدود المسار لحظة تجاوز تسونودا، تلاه تحقيق آخر تبيّن من بعده أن الياباني دفع نوريس إلى الخروج من الحدود، ما أدى إلى تلقيه عقوبة 5 ثوان وتنفّس البريطاني وفريقه الصعداء.
في اللفة 41 تجاوز فيرستابن سائق ماكلارين بياستري وعاد إلى المركز الأول قبل أن يدخل الأسترالي إلى منطقة الصيانة للمرة الأولى، لكن زميله نوريس بقي خلفه في المركز الثالث من دون ضغوطات عليه بعدما كان لوكلير قد توقف لمرة ثانية.
وبقي ترتيب الخمسة الأوائل كما بدأ حتى اللفة الأخيرة التي احتفل فيها ماكلارين بفوز سائقه والفريق بلقب الصانعين المحسوم منذ فترة أمام مرسيدس وريد بول وفيراري.


