لندن : تصل رحلة قائد المنتخب الإنكليزي السابق غاري لينيكر كمحلل ومقدم كروي في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى نهايتها الأحد المقبل وفق ما أُعلِن الإثنين، بعد أيام معدودة على إعادة نشره منشورا اعتبر معاديا للسامية.
كان من المقرر أن يُغطي لينيكر، المقدم الكروي الأعلى أجرا في "بي بي سي"، مباريات كأس العالم 2026 وكأس إنكلترا للموسم المقبل، لكن برنامج "ماتش أوف ذي داي" الذي يُعرض الأحد، في اليوم الأخير من الدوري الممتاز لهذا الموسم، سيكون آخر ظهور له.
وقالت "بي بي سي" في بيان "سيغادر غاري لينيكر منصبه التقديمي بعد ختام برنامج +ماتش أوف ذي داي+ لموسم 2024 2025. لن يكون جزءا من تغطية كأس العالم 2026 ولا مباريات كأس الاتحاد الإنكليزي في الموسم المقبل".
ويأتي هذا القرار بعدما أعاد لينيكر الأسبوع الماضي نشر مقطع في خاصية "ستوري" على إنستغرام ينتقد الصهيونية، وتضمّن رسما لفأر استُخدم تاريخيا كإهانة معادية للسامية.
وحذف هداف مونديال 1986 المنشور لاحقا وتقدم باعتذار من دون تحفظ، قائلا إنه "لن أنشر أي شيء معاد للسامية عن عمد".
وفي بيان جديد الإثنين، جدد لينيكر تأكيده على عدم علمه بالدلالات المعادية للسامية في هذا المنشور، قائلا "أُدرك الخطأ والانزعاج الذي سببته، وأُكرر اعتذاري. يبدو التراجع الآن هو التصرف المسؤول".
وأضاف "لطالما كانت كرة القدم في صميم حياتي، سواء في الملعب أو في الاستوديو. أقدر اللعبة كثيرا والعمل الذي قمت به مع بي بي سي على مدى أعوام عديدة. وكما ذكرت، لن أُعيد نشر أي شيء معاد للسامية عمدا، فهذا يتعارض مع كل ما أؤمن به".
من جهته، قال مدير عام "بي بي سي" تيم دايفي في بيان "اعترف غاري بالخطأ الذي ارتكبه. وبناء عليه، اتفقنا على أن يتنحى عن التقديم بعد نهاية الموسم".
ووصف دايفي لينيكر بـ"صوت مميز في تغطية كرة القدم في بي بي سي لأكثر من عقدين. شغفه ومعرفته شكّلا جزءا رئيسيا من صحافتنا الرياضية، وكسبا احترام الجماهير في المملكة المتحدة وخارجها. نود أن نشكره على كل ما قدمه".
وترك برنامج "ماتش أوف ذي داي" الذي أمضى فيه 26 عاما، كان أصلا ضمن خطط لينيكر لما بعد نهاية الموسم الحالي.
كان ابن الـ64 عاما يتقاضى 1.35 مليون جنيه استرليني (1.8 مليون دولار) سنويا من الهيئة الممولة من القطاع العام، وكان أحد أشهر وجوهها.
لكن آراءه الصريحة على وسائل التواصل الاجتماعي تسببت بصداع للمسؤولين فيها بسبب قواعد الحياد التي تتبعها الهيئة.
ففي آذار/مارس 2023، أُوقف لينيكر عن العمل لفترة وجيزة بعد مقارنته اللغة المُستخدمة في حملة الحكومة البريطانية في ما يخص اللجوء بخطاب ألمانيا النازية.