برلين: يعوّل بايرن ميونيخ على ديربي الرور الذي يجمع غريمه بوروسيا دورتموند بجاره اللدود شالكه السبت على ملعب الأخير في المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري الألماني، كي يبتعد في الصدارة، لكن عليه أولاً تخطي عقبة ضيفه وجاره البافاري أوغسبورغ.
ويدخل عملاق بافاريا لقاء السبت بمعنويات مرتفعة جداً بعد تأهله في منتصف الأسبوع الى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه مجدداً على باريس سان جرمان الفرنسي الذي خسر في ذهاب ثمن النهائي على أرضه صفر-1 ثم إياباً الأربعاء في ميونيخ صفر-2.
وأكد بايرن مرة أخرى أنه الرقم الأصعب في نسخة هذا الموسم من دوري أبطال أوروبا، ليس بسبب إقصائه سان جرمان ونجميه كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي بطل العالم وحسب، بل لأنه خرج أيضاً منتصراً من جميع مبارياته في دور المجموعات ذهاباً وإياباً رغم وجوده في مجموعة تضم برشلونة الإسباني وإنتر الإيطالي.
ووصل فريق المدرب يوليان ناغلسمان الأربعاء الى فوزه الثامن من أصل ثماني مباريات خاضها في طريقه الى ربع النهائي، بسجل هجومي رائع (21 هدفاً) ودفاعي أروع (اهتزت شباكه مرتين فقط).
واستناداً الى ما شاهده من فريقه حتى الآن ورغم أنه بعيدٌ عن مستوى تشكيلتي ثلاثية عامي 2013 و2020، قال ناغلسمان إن بايرن قادر على تحقيق ما يشاء إذا تمتع بالتعطش والشغف اللذين يتوافقان مع النوعية الموجودة في النادي البافاري.
وقال ناغلسمان "ردّدت الأمر 20 مرة، إذا نجحنا خلال اللعب في الجمع بين التعطش والمشاعر بأقصى حدودها لتلتقي مع النوعية التي نتمتع بها، فحينها بإمكاننا أن نحقق أي شيء".
لا مجال لمزيد من الهفوات
وخلافاً لمشوار دوري الأبطال، قدم بايرن أداء متأرجحاً في الدوري هذا الموسم ولا يتحمل المزيد من الهفوات في ظل المطاردة الشرسة ليس فقط من دورتموند بل من ثلاثة فرق أخرى، إذ أنه لا يتقدم سوى بفارق سبع نقاط عن فرايبورغ الخامس.
عادة وبحلول شهر آذار/مارس، يكون بطل الدوري في 32 مناسبة متقدماً برقم مزدوج من النقاط على أقرب منافسيه وفي طريقه للفوز باللقب لموسم آخر.
لكن هذا الموسم، خسر بايرن النقاط على أرضه وخارجها أمام عدد من الأندية المتعثرة ويتصدر الآن الترتيب بفارق الأهداف فقط عن غريمه بوروسيا دورتموند.
ويدرك ناغلسمان جيداً أن بايرن يملك أفضل فريق في الدوري بفارق هائل عن أقرب منافسيه، لكن اللاعبين لا يأتون في بعض الأحيان الى المباريات بالسلوك المناسب، لاسيما على الصعيد المحلي.
وقال المدرب إن مكانة بايرن في ألمانيا تعني أن الفرق المنافسة تواجهه بشغف وتصميم مضاعفين على أمل حصد نقطة أو أكثر ضد العملاق البافاري، مما يعني أن فريقه يحتاج الى فعل الشيء نفسه.
وتابع "لا يزال هناك الكثير من الفرق في +بوندسليغا+ القادرة على أذيتنا، لأن كل فريق يجلب هذه المشاعر معه ضد بايرن ميونيخ. لسوء الحظ، يتعيّن علينا دائماً إحضارها معنا (المشاعر الحماسية). إذا قمنا بإقران هذه الأشياء معاً، فسنكون جيدين جداً"، مستطرداً لكن "إذا لم نفعل ذلك، فعلينا أن نلعب قدراً معيناً من كرة القدم المهزوزة، ونحن بغنى عن ذلك حقاً".
وبعد التخلص من عقبة سان جرمان، ينتقل تركيز بايرن الى معركة الدوري المحلي حيث يلعب السبت على أرضه ضد جاره أوغسبورغ القابع في المركز الثالث عشر.
وكان أوغسبورغ إحدى الهوات التي سقط فيها بايرن في الدوري بخسارته صفر 1 ذهاباً في أيلول/سبتمبر، ما جعله يتراجع في حينها الى المركز الخامس في أدنى ترتيب له هذا الموسم، وبالتالي عليه الحذر من سقوط آخر أمام الجار الذي حقق ثلاثة انتصارات في المراحل الخمس الأخيرة.
ديربي التناقض
وخلافاً لبايرن، يخوض دورتموند ديربي الرور بمعنويات مهزوزة إلى حد ما، بعدما توقف مسلسل انتصاراته المتتالية في بداية العام الجديد عند 10 مباريات في جميع المسابقات، بخسارته الثلاثاء على أرض تشلسي الإنكليزي صفر 2 ليودّع بذلك دوري الأبطال من ثمن النهائي (فاز ذهاباً 1 صفر).
وستكون مباراة السبت مواجهة التناقض بين الجارين، إذ أن دورتموند يصارع على اللقب فيما يقاتل شالكه من أجل تجنب الهبوط الى الدرجة الثانية.
على الورق، تبدو النقاط الثلاث في متناول دورتموند على خلفية انتصاراته الثماني المتتالية في الدوري وخروجه منتصراً من آخر أربع مواجهات مع جاره في أطول سلسلة انتصارات له في هذا الديربي منذ الستينات.
لكن على فريق المدرب إدين تيرزيتش الحذر من الجار الذي انتعش في الآونة الأخيرة وخرج من دون هزيمة من مبارياته الست الأخيرة ليصبح على بعد فارق الأهداف فقط من منطقة الآمان.
وعشية الديربي الأول له، قال مدرب شالكه توماس رايس إنه سعيد "بخوض هذه التجربة للمرة الأولى"، على غرار قلب دفاع دورتموند نيكو شلوتربيك الذي قال بعد الخسارة أمام تشلسي "الآن، ما يهم هو الديربي".
وسيكون أونيون برلين الثالث متربصاً لبايرن ودورتموند إذ لا يتخلف عنهما سوى بفارق 5 نقاط ويمني النفس بتقليصه والفوز الأحد على مضيفه فولفسبورغ الثامن.