: آخر تحديث

بيليه الصحفي ورجل الأعمال

21
25
27
مواضيع ذات صلة

«.. مثله مثل شكسبير وليوناردو دافنشي..»، «.. أَلْهَمَ جيلاً بأكمله..»، «.. كرة القدم فقدت ملكها..»، «.. غادرنا أعظم برازيلي في التاريخ..».. كانت هذه بعض عناوين الصحافة العالمية في غياب الأسطورة «بيليه»..أخرج البرازيل من عزلة الخريطة الكاريبية إلى نهار العالم كلّه حين قدّم لبلده أوّل كأس في كرة القدم، ولكن، قبل ذلك كان بيليه قد محا اللون الأسود في الملاعب البيضاء حين طغت أسطورته على ثقافة العنصرية التي ظنّت أن عبقرية اللعب في المستطيل الأخضر هي حكر على أصحاب البشرة البيضاء والحمراء في العالم الذي سيرثي بيليه بالقول إنه لا يتعلّق بتاريخ كرة القدم بل بتاريخ البشر، هو الذي أوصل اللعب إلى الكمال الكروي كما قال أحد المعلّقين.

بيليه ليس فقط ظاهرة رياضية بدنية لياقية مرتبطة فقط بكرة القدم، بل هو أيضاً ظاهرة ثقافية، حوّل كرة القدم بالأقدام السوداء العارية إلى كرامة وكبرياء وشخصية آدمية محترمة، فاستحق أن يكون ضمير إحدى قصائد الشاعر البرازيلي «جواو كابرال دي ميلو نيتو ».
ارتبط اسم بيليه باسم لاعب برازيلي شهير هو الآخر عرف عنه فن المراوغة في الكرة هو مانويل فرانسيسكو دوس سانتوس (غارنيشا)، ويعقد الكاتب البريطاني (أليكس بيلوس) مقارنات عدة بين بيليه وغارنيشا 1933-1983 الذي انتهت حياته على نحو مؤسف كما جاء في كتاب بيلوس «كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية..»، بينما كان بيليه يعيش حياة منظمة وتعاقد كما يقول بيلوس مع مديرين محنكين لإدارة شؤونه المالية والقانونية، ويتابع بيلوس في كتابه المذكور أن بيليه كان رجلَ أعمالٍ ناجحاً، وكان يحرص على الحديث إلى الصحفيين ويختار عباراته بعناية، ويقول بيلوس حين حقق بيليه هدفه رقم (1000) كان الصحفيون يحومون حوله؛ ليسمعوا تعليقاً منه على هذا الحدث المهم في حياته المهنية، وبدلاً من أن يعرب عن فرحته أدلى بتصريح حول أطفال البرازيل الفقراء الذين تجب مساعدتهم، وهو تصريح لا يصدر عن لاعبي كرة القدم في العادة بحسب بيلوس.

بيليه صحفي أيضاً. كان يكتب مقالاً أسبوعياً في إحدى المجلات الرياضية كما يكشف ذلك بيلوس، وقدّم برنامجاً تلفزيونياً خاصّاً به على إحدى الشبكات التلفزيونية، لا بل يذكر أحد مصادر حياته أنه لعب دور البطولة في بعض المسلسلات التلفزيونية.
يقول بيلوس، هناك إحساس دائماً لدى البرازيليين أن بيليه ينتمي للعالم كلّه، فهو شاب أسود فقير استطاع بمهاراته الخاصة أن يصل إلى مكانة رفيعة، وفي 2001 وقّع عقداً مع شركة كوكا كولا ليصل دخله السنوي من هذا العقد إلى 18 مليون جنيه إسترليني.
تبلغ ثروة بيليه حوالي 100 مليون دولار أمريكي تركت للكثير من الورثة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.