لندن : بعدما فقدت الأمل بالتأهل الى الأدوار النهائية لدوري الأمم الأوروبية، ستستغل إنكلترا الموقعتين الناريتين اللتين تجمعاها بإيطاليا وغريمتها ألمانيا الجمعة والإثنين، من أجل الوقوف على جاهزيتها لخوض نهائيات مونديال قطر المقررة بين 18 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر.
ظهر منتخب "الأسود الثلاثة" بصورة مغايرة تماماً لمشاركته الصيف الماضي في كأس أوروبا حيث وصل الى المباراة النهائية قبل خسارته أمام خصمه المقبل المنتخب الإيطالي بركلات الترجيح، إذ اكتفى بنقطتين من المباريات الأربع التي خاضها في المجموعة الثالثة للمستوى الأول من دوري الأمم.
والأمر لا يتعلق وحسب بفقدان الأمل بالتأهل الى الدور نصف النهائي من المسابقة القارية، بل بات فريق المدرب غاريث ساوثغيت مهدداً بالهبوط الى المستوى الثاني في ظل وجوده في ذيل الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن إيطاليا الثالثة، وذلك نتيجة تلقيه هزيمتين على يد المجر صفر 1 على أرض الأخيرة وصفر 4 بين جماهيره.
وستحصل إنكلترا على فرصتين أخيرتين لمحاولة تجنب الهبوط الى المستوى الثاني، لكن المهمة لن تكون سهلة الجمعة ضد إيطاليا في ميلانو والإثنين في معقلها "ويمبلي" ضد غريمتها التاريخية ألمانيا.
وكما حال العديد من المنتخبات، تعاني إنكلترا من مشكلة الإصابات الكثيرة قبل أقل من شهرين على انطلاق نهائيات كأس العالم حيث يحلم "الأسود الثلاثة" باللقب العالمي الثاني بعد الذي أحرزوه عام 1966 بين جماهيرهم على حساب ألمانيا الغربية.
وسيكون حارس المرمى جوردان بيكفورد من بين الغائبين نتيجة إصابة تعرض لها مع فريقه إيفرتون في الدربي المحلي ضد ليفربول، ما فتح الباب أمام آرون رامسدايل الذي يتصدر وفريقه أرسنال ترتيب الدوري الممتاز، كي يثبت قدراته بين الخشبات الثلاث لمنتخب بلاده.
وفي الوسط، سيكون كالفين فيليبس الذي انتقل هذا الصيف الى مانشستر سيتي بطل الدوري، من أبرز الغائبين بسبب إصابة في الكتف أجبرته على الاكتفاء بخوض 13 دقيقة فقط هذا الموسم وستضطره الى إجراء عملية جراحية، ما يهدد مشاركته في المونديال القطري.
وكان تواجده في خط الوسط الى جانب ديكلان رايس محور نجاح فريق المدرب ساوثغيت، وبالتالي سيشكل غيابه المحتمل عن النهائيات العالمية ضربة قاسية جداً للمنتخب، لاسيما في ظل عدم وجود لاعب بمقدوره سد الفراغ.
ويأمل الكثيرون في إنكلترا أن ينجح الشاب جود بيلينغهام الذي قدم أداء ملفتاً وسجل هدف فريقه بوروسيا دورتموند الألماني في الخسارة 1 2 ضد مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، في فرض نفسه في الوسط لكن أعوامه الـ19 تمنح الأفضلية لخبرة قائد ليفربول جوردان هندرسون.
مواصلة الاعتماد على ماكغواير وشو
ورغم تحسن أداؤه في الآونة الأخيرة مع فريقه مانشستر يونايتد، بقي المهاجم ماركوس راشفورد خارج حسابات ساوثغيت الذي استبعده عن التشكيلة منذ نهائي كأس أوروبا ضد إيطاليا نتيجة تراجع مستواه والإصابات التي لاحقته.
وحافظ مدافعا مانشستر يونايتد هاري ماغواير ولوك شو على مركزيهما في تشكيلة ساوثغيت على الرغم من عدم اعتماد مدرب "الشياطين الحمر" الجديد الهولندي إريك تان هاغ عليهما في التشكيلة الأساسية، فيما استبعد زميلهما المهاجم جايدون سانشو رغم دوره في النتائج الجيدة التي يحققها فريقه في الآونة الأخيرة.
وبرر ساوثغيت خياراته بالقول "بالطبع، لدينا عدة لاعبين أمثال بن تشيلويل ولوك شو وهاري ماغواير وكالفين فيليبس لم يلعبوا كثيراً مع أنديتهم، لكنهم كانوا ولا يزال بامكانهم أن يلعبوا دوراً مهماً بالنسبة لنا".
"كل دقيقة مهمة" قبل مونديال قطر
وتابع "إنه ليس وضعاً مثالياً، لكن لا يزال هناك الكثير من (المباريات) كرة القدم التي يجب لعبها قبل (مونديال) قطر".
وستكون هاتان المباراتان أيضاً فرصة أخيرة للبعض، بدءاً من إريك داير الذي يقدم أداء جيداً مع فريقه توتنهام ما فتح الباب أمام عودته الى المنتخب للمرة الأولى منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
ويمكن أن يذهب دور ضيف اللحظة الأخيرة لمهاجم برنتفورد إيفان توني الذي استدعي لأول مرة بفضل أهدافه الخمسة وتمريرتيه الحاسمتين في سبع مباريات خاضها هذا الموسم في الدوري الممتاز.
ويمكن لابن الـ26 عاماً أن يستفيد من غياب نجم إيفرتون دومينيك كالفرت لوين المصاب، من أجل أن يظهر قدراته على الساحة الدولية، مع الأمل بأن تكون مباراتا الجمعة والإثنين كافيتين كي يحجز بطاقته الى مونديال قطر.
وبوجود لاعبي ميلان وروما الإيطاليين فيكايو توموري والمتألق تامي أبراهام توالياً، سيكون في حوزة ساوثغيت سلاحين هامين لموقعة ميلانو الجمعة.
وخلال إعلانه عن تشكيلته، قال ساوثغيت "كان لدينا الكثير من الوقت للتفكير (منذ الأداء المخيب للآمال في حزيران/يونيو حيث تعادل الإنكليز مع ألمانيا في ميونيخ وإيطاليا في ولفرهامبتون الى جانب الهزيمتين أمام المجر)، ونتطلع الى خوض هاتين المباراتين الكبيرتين".