نيروبي: خلال نشأتها في سيدني، أكبر مدن أستراليا، كانت ليز ميلز تحلم بأن تصبح يوماً ما مدربة كرة سلة محترفة، لكنها لم تكن تعلم بالتأكيد بأنها ستحقق الشهرة على بعد آلاف الأميال في إفريقيا حيث دخلت التاريخ كأول امرأة تدرب فريق كرة السلة للرجال في بطولة قارية.
بعد عقد من الزمن في القارة الإفريقية، أصبحت ميلز مدربة لمنتخب كينيا وفي فترة زمنية قصيرة نجحت في قيادة البلاد للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا "أفروباسكت" للمرة الأولى منذ 28 عاماً.
بدأت ميلز مغامرتها الإفريقية عام 2011 في زامبيا، حين تولت تدريب فريق هيروز موسم 2011-2012 وانتهى بها الأمر بقيادته الى لقب الدوري المحلي.
وأقرت ميلز أن ما حصل معها "كان من النوادر الى حد ما... شعرت بالتمييز في ما يتعلق بالفرص"، مضيفة أنها غالباً ما عانت من تجاهلها بسبب عمرها وجنسها.
(صورة من صفحتها على فيسبوك)
إلهام المدربات
وأعربت ميلز عن فخرها لكونها "رائدة" كمدربة، موضحة "آمل أن أكون قادرة على إلهام المدربات بشكل خاص في أفريقيا لبدء العمل مع فرق الرجال وكذلك الفرق النسائية في جميع أنحاء القارة".
ورأت أن في هذا الزمن لا ينبغي أن تكون أول امرأة تدرب منتخب وطني للرجال، ودعت الاتحادات الى بذل المزيد من الجهود لإشراك النساء والفتيات، مضيفة "أخطط لفتح الباب وتشجيع أكبر عدد ممكن من النساء من خلال هذا الباب... بالتالي، آمل في العامين المقبلين أن نشهد 100 أو 500 مدربة تقوم بما أقوم به هذا العام".
وبعدما شغلت منصب مساعد المدرب في منتخبي زامبيا والكاميرون، انضمت ميلز الى المنتخب الكيني في كانون الثاني/يناير الماضي ونجحت في إعادته الى بطولة أمم أفريقيا للمرة الأولى منذ عام 1993.
ويبدأ المنتخب الكيني مشواره في البطولة القارية التي تستضيفها العاصمة الرواندية كيغالي اعتباراً من الثلاثاء وحتى الخامس من أيلول/سبتمبر، الأربعاء حين يتواجه مع نظيره العاجي ضمن منافسات المجموعة الثالثة التي تضم نيجيريا ومالي.
ممثلان للعرب
ويشارك في البطولة ممثلان للعرب هما منتخبا تونس حامل اللقب ومصر اللذان وقعا في نفس المجموعة (الثانية) الى جانب إفريقيا الوسطى وغينيا.
وكشفت ميلز أنه "في عام 2012، قلت في زامبيا إني أريد أن أكون أول امرأة تدرب في "أفروباسكت". أن أنجح في قيادة المنتخب الكيني الى البطولة هو حلم تحقق. كان هناك الكثير من الصعود والهبوط للوصول الى هنا، لكني سعيدة جداً لأنني تمكنت من تحقيق ذلك".
في الملعب ، ترتدي ميلز حذاءً جلدياً أسود يصل الى الركبة وبنطال جينز أسود مع قميص بولو أحمر بلون الفريق.
وتقول الأسترالية إنها ترتدي حذاءً عالي الكعب لأنه يمنحها "سنتيمترات إضافية" الى جانب لاعبيها الفارعي الطول.
وشاهدت ميلز فريقها يفوز على أنغولا بطلة إفريقيا 11 مرة في الكاميرون 74-73 في شباط/ فبراير خلال التصفيات، لفك النحس والتأهل الى البطولة الإفريقية بعد غيابه عنها لقرابة ثلاثة عقود.
وتبدي الأسترالية ثقتها بأن كرة السلة الإفريقية تتجه نحو أشياء أكبر وأفضل، مضيفة "أعتقد أن المعايير تتحسن بشكل تصاعدي، مع تطوير أكاديميات الدوري الأميركي للمحترفين، "جاينتس أوف افريكا"، كرة السلة بلا حدود، المعسكرات المستقلة للصغار... مع كل هذه الأسس، تتجه كرة السلة في إفريقيا في الاتجاه الصحيح".
علاقات جيدة
عندما سُئلت عن سر نجاحها كمدرب، قالت ميلز أن ذلك يعود الى فلسفتها في بناء علاقات جيدة مع لاعبيها، موضحة "اللاعبون لا يهتمون بما تعرفه حتى يعرفوا مدى اهتمامك بهم، ليس كلاعبين وحسب بل كأشخاص في الملعب".
وتأمل ميلز البناء على هذه الفلسفة لكي تقود كينيا الى المزيد من التقدم و"أفروباسكت" هي الخطوة الأولى في رحلة طويلة نحو كأس العالم".
بالنسبة للهدف الحالي، تأمل ميلز قيادة المنتخب الى معادلة أفضل نتيجة له في البطولة القارية عام 1993 في مشاركته الثالثة والأخيرة حين وصل الى نصف النهائي على أرضه.
وكشفت الأسترالية أن تحضيرات فريقها للبطولة القارية كانت بعيدة عن الأضواء بشكل متعمد، موضحة "لن نضع أي حدود بشأن أهدافنا. حاولنا البقاء تحت الرادار وسنفاجىء الكثير من الفرق عندما نبدأ أفروباسكت".