انهت بنين وجنوب إفريقيا فرصة تحويل بطولة كأس أمم إفريقيا المقامة حالياً بمصر إلى بطولة عربية مصغرة خالصة في الدور النصف النهائي ، وضمان العرب تتويج أحد ممثليهم بالكأس القاري و استعادة عرش الكرة الإفريقية بعد تسعة اعوام من خسارتهم للقب.
وكانت بنين وجنوب إفريقيا قد أحدثتا المفاجأة بإقصاء الأولى للمغرب في الدور الثمن النهائي بركلات الترجيح بعد إنتهاء الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، فيما أسقطت الثانية مصر في عقر دارها بهدف دون رد.
وبعد تأهل أربعة منتخبات عربية الى الدور الثمن النهائي ، فإن قرعة الدور الثاني كانت ستسفر عن بطولة عربية خالصة في الدور النصف النهائي تضم كلا من مصر و الجزائر و المغرب و تونس في حال نجاحها في تجاوز عقبة دور الثمن النهائي ، وذلك لأول مرة في تاريخ البطولة التي شهدت رفع المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 منتخباً.
وبعد تجاوز محطة دور المجموعات ، فقد وجدت المنتخبات العربية الأربعة نفسها بعيدة عن مواجهة بعضها البعض في الدورين الثمن النهائي والربع النهائي ، حيث لن يتقابلوا حتى الدور النصف النهائي في حال نجحوا في الوصول إليه.
ويضم الرواق الأول المؤدي للدوري النصف النهائي منتخبي الجزائر ومصر (قبل إقصائها من جنوب افريقيا) ، وفي حال تأهلت كانت ستقابل الفائز من مباراة نيجيريا و الكاميرون في الربع النهائي ، اما الجزائر فتلاقي في ذات الدور منتخب غينيا ، وفي حال تجاوزتها فإنها تواجه الفائز من مباراة مالي و ساحل العاج ليلتقي المنتخبان العربيان في الدور قبل النهائي.
اما الرواق الثاني فيضم منتخبي تونس والمغرب (قبل اقصائها من بنين)، بينما تلتقي تونس مع غانا في الثمن النهائي ، وفي حال تأهلت تلاقي الفائز من مدغشقر والكونغو الديمقراطية ، بينما لو قدر للمغرب التأهل للدور الثمن النهائي ، فإنه سيلاقي الفائز من مواجهة أوغندا و السنغال ليجد نفسه في مواجهة عربية مع تونس.
وقبل خوض المنتخبين العربيين "الجزائر وتونس" غمار الدور الثمن النهائي ، فقد تبددت آمال العرب في وصول إلى نصف نهائي عربي خالص ، بعدما اهدر حكيم زياش ركلة جزاء في الوقت القاتل كان بإمكانها ان تعزز فرصة تحقيق هذا الحلم ، فيما فشلت كتيبة "الفراعنة" في تسجيل هدف في شباك جنوب إفريقيا .
هذا و لم يسبق أن تواجدت اربعة منتخبات عربية في الدور النصف النهائي منذ تأسيس بطولة كأس الأمم الإفريقية في عام 1957، سواء عندما كانت تلعب بثمانية منتخبات او بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 12 ثم إلى 16 منتخباً.
وكانت البطولة التي جرت وقائعها في نيجيريا عام 1980 ، قد شهدت نجاح ثلاثة منتخبات عربية في التأهل للدور النصف النهائي ، وهي الجزائر و المغرب و مصر بالإضافة إلى نيجيريا ، حيث تقابلت الجزائر مع مصر ، وفازت الأولى بالنتيجة ، بينما نجحت نيجيريا في إقصاء المغرب ، ثم تمكنت من إحراز اللقب القاري بعد اكتساحها "الخضر" بثلاثة اهداف نظيفة.
يشار الى أن المنتخبات العربية تمتلك رصيداً يبلغ 11 لقباً في بطولة كأس أمم إفريقيا ، إلا انها لم تنجح في بلوغ المباراة النهائية في نهائي عربي خالص سوى في دورتين، حيث كانت الأولى قد جمعت بين مصر و السودان عام 1959 ، بينما شهدت الثانية مواجهة بين تونس والمغرب عام 2004 ، و هو ما يعكس تفوق منتخبات إفريقيا الأخرى على المنتخبات العربية ، بعكس ما هو سائد في البطولات القارية على صعيد الأندية التي تعرف هيمنة عربية شبه مطلقة .