: آخر تحديث
من خلال وضع المكافآت المغرية ورزنامة ملائمة

الاتحاد العربي يراهن على مشاركة نوعية لإعادة الاعتبار للبطولة العربية

79
92
69

 استقر الاتحاد العربي لكرة القدم برئاسة تركي عبدالمحسن آل الشيخ  على خريطة طريق من شأنها إعادة اعتبار البطولة العربية للأندية في نسختها الانتقالية لموسم (2018-2019)، واضعاً حداً نهائياً لفترة الفراغ التي عرفتها البطولة أعواماً طويلة لأسباب مختلفة.

وتكشف الخطوط العريضة لخريطة طريق الاتحاد العربي ان الأخير عازم على إنجاح النسخة الإنتقالية لتكون مرجعية البطولة في قادم الأعوام وحافزاً قوياً للاتحادات والأندية العربية على إيلائها الاهتمام البالغ سواء من الناحية الرسمية أو الجماهيرية أو التغطية الإعلامية بعدما عرفت النسخة الأخيرة تواضعاً في اهتمام الصحافة العربية للبطولة التي استضافتها الملاعب المصرية.
 
وبدا واضحا ان الاتحاد العربي بقيادة تركي آل الشيخ كان ملمًا بالأخطاء السابقة والنقائص التي شهدتها المسابقة في نسخها الماضية، سواء بصيغة دوري أبطال العرب او قبلها ، لذلك ركز في استراتيجيته على الجوانب التي من شأنها ان تحفز الشارع العربي على التفاعل الإيجابي مع البطولة سواء على صعيد الأندية أو الجماهير أو وسائل الإعلام بعدما كانت البطولة سابقاً محل انتقادات لا تنتهي، بسبب الانتقاص من مستوى الأندية المشاركة أو الانتقاص من الحضور الجماهيري أو بسبب رزنامة البطولة التي تخل بالتزام الأندية والمنتخبات في استحقاقاتها القارية.
 
وفضل الاتحاد العربي القيام بجولات مكوكية لكافة الاتحادات العربية للحصول على الموافقة الرسمية لمشاركة أنديتها مستخدماً لغة التنازل لصالح الكرة العربية من أجل إقناعها بخوض غمار الدورة الانتقالية مع الحرص على الإصغاء لأي مقترح من شأنه تعزيز حظوظ البطولة في النجاح.
 
حضور نوعي غير مسبوق
 
اختار الاتحاد العربي إشراك 32 نادياً عربياً من القارتين الآسيوية و الأفريقية لخوض غمار النسخة الانتقالية للبطولة العربية ، حيث شكل الاتحاد لجنة أسماها بـ "لجنة الضيافة" مهمتها توجيه الدعوة للأندية التي يتم اختيارها لخوض المسابقة ومتابعة الموضوع حتى الحصول على الموافقة الرسمية من الأندية من خلال التوقيع على عقود المشاركة.
 
وحرص الاتحاد على مشاركة أفضل و اقوى الأندية على الساحة العربية ، وهي نفس الأندية تقريباً التي تهيمن على البطولات المحلية أو القارية ، والتي تتميز بتواجد اسماء وازنة في صفوفها وقاعدة شعبية عريضة من الجماهير حتى من خارج الحدود وغالبيتها توجت بلقب دوري أبطال أفريقيا أو دوري أبطال آسيا، لمرة واحدة على الاقل في السنوات العشر الأخيرة .
 
وبذلك تفادى الاتحاد العربي الخطأ الذي ظل يتكرر في النسخ السابقة للبطولة عندما كان يترك مهمة اختيار المشاركة للاتحادات العربية التي كانت غالباً تفضل إشراك اندية متواضعة او مغمورة تحتل مراكز متأخرة في الترتيب.
 
وحتى الآن حصل الاتحاد العربي على الموافقة الرسمية لأغلب الأندية التي دعاها للمشاركة في نسخة موسم (2018-2019)، حيث نجد الثلاثي المصري الأهلي والزمالك والإسماعيلي والذين يضمون ألمع اللاعبين في مصر ممن يشكلون العمود الفقري لمنتخب "الفراعنة" الذي سيشارك في نهائيات كأس العالم، ومعه الثنائي التونسي الترجي الرياضي والنجم الساحلي الذي يضم أيضا خيرة من لاعبي المنتخب الذي سيشارك هو الآخر في مونديال روسيا، بالإضافة إلى الثنائي الجزائري وفاق سطيف و اتحاد العاصمة، وكلاهما ينافسان بقوة على الألقاب المحلية والقارية في انتظار الإعلان عن الممثل الثالث للكرة الجزائرية .
 
كما حصل الغريمان الرجاء و الوداد البيضاويان على دعوة عربية لتمثيل الكرة المغربية، مثلهما مثل الجوية و النفط العراقيين والوحدات الأردني و أهلي طرابلس الليبي والعين والجزيرة الإماراتيين  والقادسية الكويتي و السلام زغرتا اللبناني والمحرق و الرفاع البحريين، إضافة إلى التمثيل السعودي الذي سيكون على اعلى مستوى بعدما وجه الاتحاد دعوته للثلاثي الهلال والاتحاد والأهلي.
 
مكافآت مالية وأخرى فنية
 
وعلى الصعيد المالي للبطولة، رصد الاتحاد العربي مكافآت مغرية ، سوف يستفيد منها الجميع سواء الأندية المشاركة او الاتحادات العربية ، والتي تناهز قيمتها الإجمالية 20 مليون دولار ، بالنظر إلى الضائقة المالية التي تمر بها اغلب الأندية العربية المدعوة ، فإن اهتمامها بالمنافسة سيصبح ضرورياً لنيل حصة الأسد للخروج من أزماتها المالية.
 
ورصد الاتحاد العربي مكافأة قدرها 6 ملايين دولار للفائز بالبطولة ، بينما يحصل وصيفه على مليوني دولار فيما ينال الثالث مكافأة قيمتها مليون ونصف المليون دولار، على ان يتقاضى كل نادٍ 25 الف دولار حتى وإن خرج من السباق العربي من دوره الأول، ويحصل على 75 الف دولار في حال بلغ الدور الثاني، حيث وضع مسيرو الشأن العربي سلماً تصاعدياً للمكافآت تحفيزاً للأندية على المشاركة وبذل جهود للبقاء في المنافسة لغاية النهائي.
 
ولم يهمل الاتحاد العربي الاتحادات الوطنية العربية بل خصص لها نصيباً هاماً من تركة البطولة ، حيث سيحصل كل اتحاد على ما نسبته 10% من مكافأة ممثليه ، حيث سنال الاتحاد المحلي حصة تصل إلى مليون دولار في حال نجح أحد ممثليه في نيل لقب البطولة.
 
ومن شأن هذه العروض المالية ان تدفع الأندية العربية لخوض غمار البطولة وتفضيلها على المسابقتين القاريتين في آسيا وافريقيا ، خاصة في افريقيا حيث تخوض الفرق العربية ماراثون في الأدغال من اجل مكافأة بطولة لا تتعدى ثلاثة ملايين دولار.
 
ولتعزيز فرص البطولة العربية للأندية في النجاح ، فقد قرر الاتحاد العربي تكثيف مساعيه وجهوده لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لينال منه موافقة رسمية على مشاركة بطل أبطال العرب مباشرة في كأس العالم للأندية في نسختي عامي 2019 و 2020 ، واللتين ستقامان بدولة الإمارات ، وذلك في حال وافق الاتحاد الإماراتي على التنازل عن مشاركة ممثله الفائز بلقب الدوري الإماراتي لصالح بطل أبطال العرب ليحل محله في مونديال الأندية.
 
وفي هذه الحالة، فإن الأندية العربية ، وخاصة تلك التي عجزت عن المنافسة على لقبي دوري أبطال أفريقيا ودوري أبطال آسيا ، ستجد نفسها امام فرصة عربية ذهبية لخوض غمار المونديال العالمي إلى جانب أبطال القارات الست.
 
رزنامة ملائمة
 
واجه الاتحاد العربي الانتقادات التي ظل يلاقيها في ما يخص توقيت البطولة بوضع رزنامة ونظام يساعد الأندية العربية على خوض غمار المسابقة دون الإخلال بحضورها القاري بالنسبة للأندية المعنية بهذا التداخل المزدوج في المشاركات الخارجية، حيث فضل إقامة البطولة بنظام خروج المغلوب بعد مباراتي الذهاب و الإياب اي أن البطل والوصيف لن يخوضا سوى 9 مباريات طيلة منافسات البطولة .
 
وعمد الاتحاد العربي ان تكون مدة منافسات البطولة في الفترة من شهر اغسطس من عام 2018  وحتى شهر ابريل من عام 2019 ، وإقامتها في تواريخ لا تؤثر على الأجندة العربية المحلية أو الدولية .
 
ويولي الاتحاد العربي اهتماماً بالغاً برزنامة البطولة حتى يحصل على اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وإدراجها ضمن اجندته السنوية الرسمية ، لذلك فإن تواريخ المباريات العربية لم تعرف تصادمًا مع التواريخ الرسمية الحالية، حتى ان المكتب التنفيذي للاتحاد العربي يسعى لوضع رزنامة عربية تساعد الأندية (خاصة التي ستصل إلى الأدوار المتقدمة) على مواجهة الاستحقاقات القارية في بداية الموسم ، إذ توفر لها اختبارات رسمية إستعداداً للموسم الجديد.
 
كأس عربية  جذابة
 
حرص الاتحاد العربي على ان يكون مجسم الكأس، التي سينالها بطل أبطال العرب، في شكل جميل وجذاب ، حيث كشف تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هيئة كأس البطولة الذي يشبه كثيراً في تصميمه كأس العالم للمنتخبات من حيث الشكل.
 
وهكذا تكون البطولة العربية مغرية مالياً و جذابة فنياً لتنال كافة فرصها في تحقيق النجاح المنشود الذي ظلت الجماهير العربية تتطلع إليه قبل ان تصطدم بعراقيل كانت غالبيتها بأسباب عربية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة