: آخر تحديث

قرار مصيري للشعب الكردي في سوريا

18
28
24

قد يتساءل مندوبي القوى الدولية الفاعلة في الملف السوري الموجودة في شمال شرق سوريا عن التطور اللافت للكرد باجتماعهم وتباحثهم لاختيار من يمثل قضيتهم بعيدا عن الاطر الحزبية الكردية التي كانت تنادي بانها تمثل القضية، وقد يتساءل النظام السوري ايضا عن هذا التطور الذي بكل تأكيد سبب له القلق والارتباك من عودة الشارع الكردي للمطالبة بحقوقهم وعدم التنازل عنها، ربما التساؤل هنا غير مشروع، فالكرد كباقي شعوب العالم لهم حقوق منحها لهم الله، فكيف للبشر ان يمنعوها او يكونوا حاجزاً امامها.

في 2-9-2022 عقد الكرد في سوريا لقاءً جماهيرياً بمدينة القامشلي، ضم كافة شرائح المجتمع المستقلة الغير منتمية للأحزاب، كما هو معلوم الاحزاب الكردية جميعها ربما تمثل 10 بالمئة من الشعب، 90  بالمئة من الكرد مستقلين فكرياً وسياسياً وثقافياً، لكن تجمعهم العادات والتقاليد والاخلاق وروح القومية دون اي انتماء حزبي، في ذاك اللقاء انتخبت الجماهير لجنة منظمة لتمثيل الشعب الكردي في الداخل والعمل على تشكيل لجنة في الخارج تمثل مطالبهم امام المحافل الدولية، هو انجاز عظيم ان يلتم الكرد بكل استقلالية من جديد ليحددوا خياراتهم وحاضرهم ومستقبلهم بكل جدية واصرار رافضين اي تمثيل آخر يتحدث باسمهم، لكل حزب او اطار سياسي الحق ان ينادي بتمثيلهم لبرنامجهم الخاص السياسي وفكرهم، لكن عليهم عدم الاستحواذ على صوت الشعب كرصيد سياسي.

 مهام صعبة ستواجه اللجنة والهيئات المنتخبة من اللقاء التشاوري للشعب الكردي وامامهم عقبات كثيرة من اعدائهم، حتى انها قد تواجه عقبات وصعوبات من بعض اخوتهم في الاطر السياسية التي قد يذهب بها الاعتقاد ان ذاك اللقاء هو بديل، رغم ان خطاب الختام للقاء التشاوري كان واضحاً من خلال تمنيات الجماهير لكل الاطر بالتوفيق في مسعاها بما يخدم القضية والشعب، التاريخ اثبت تجارب عديدة ومتنوعة في معظم دول العالم، متى ما ارادت الشعوب النهوض فلن تستطيع كل قوى العالم ان تصد حريتها وصوتها وحقوقها المشروعة.

في هذا الحدث الهام هناك خيارات امام التحركات الدولية، غالبا ستكون الخيارات محدودة لا سيما الكلمة الاولى والاخيرة للشعب ومصالح تلك الدول على الارض ترتبط بمصالح الشعب، غالباً ما ستتوجه تلك القوى للتنسيق بعض الشيء والتشاور مع اللجنة المنتخبة للحفاظ على التوازن في المنطقة، ليس من مصلحة القوى العظمى معاداة الشعب الكردي، بل عليها احتضانهم ودعمهم، لا سيما ان اهم اهداف الشعب الكردي المستقل هو تامين حقوقهم في الدستور المقبل لسوريا من خلال الحوار والتفاوض والنضال السلمي وعبر مُمثلين عنها منتخبين شرعيا.

تاريخ الكرد يعود من جديد للواجهة بعد ان حاول الكثيرين ان يطمروه في مستنقع الهاوية، من الواضح ستشهد الاحداث القادمة تطورات هامة، والمجتمع الدولي سيكون عليه التزامات واجب تنفيذها لان الشعب الكردي قال كلمته اخيرا: نحن من سنمثل قضيتنا وحقوقنا لأننا اصحاب حق ونضال واصحاب سلام.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.