: آخر تحديث

مختصر مفيد: هاوية الإخوان وفرمان إردوغان

70
69
64
مواضيع ذات صلة

ثلاثون عامًا على قيادة السيد حسن لحزب الله والخيارات القاتلة، روسيا لا تستطيع الحرب ولا تريدها، وبوتين يجيد لعبة حافة الهاوية. أما خليج العرب فقد يتخلص من التهديدات وتعود المياه إلى مجاريها. أما السلطان اردوغان فتخلى عن حلم الإمبراطورية. لا تصفير مشاكل في عالمنا الجديد، وعلينا الاختيار.

30 حسن نصر الله

حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، يتربع على عرش قيادة هذا الحزب والطائفة الشيعية في لبنان منذ ثلاثين عامًا، قضاها بين مُقاوم لإسرائيل وصانع حكومات ورؤساء في بلد تمزقه الطائفية والحروب الأهلية.

نجح نصر الله، بشهادة إسرائيل، أن يصبح زعيمًا لبنانيًا مهمًا إن لم يكن الأهم، وأيضًا أن يبقى بعيدًا عن تحمل مسؤولية البلد، لعب على كل الحبال وبقي على عرش الحزب والطائفة واستغل وضع لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي الهش، ونجح في إنقاذ طائفته مرة تلو المرة من الضياع أو الجوع، وكان آخر إنجازاته جلب الوقود إلى لبنان من إيران رغمًا عن أنف إسرائيل وإدارة بايدن الهشة.

إسرائيل ترى أن العام الحالي 2022 هو عام الخيارات الصعبة. فقد تفلت الخيوط من بين يديه وتتدهور أمور لبنان للهاوية ويفقد السيطرة فيضطر إلى الدخول في حرب اهلية أو في حرب مع اسرائيل، وهما خياران سيئان لا يريد نصر الله أيًا منهما. فهل يستمر السيد حسن في لعبة الرقص على الحبال وفي كل الأعراس والاحتفالات ام سيضطر الاختيار بين حرب الداخل أو حرب الخارج؟

أوكرانيا 

لا حرب عالمية ثالثة ولا من يحزنون. فلاديمير بوتين، قيصر ألعاب الحروب الكلامية، لن يدخل في أي حرب تفقد بلده هالة القوة. روسيا ليست تلك القوة أو التقنية العسكرية التي يحاول بوتين وجوقته الروسية تصويرها للخارج. يكفي متابعة الحرب في سوريا لمعرفة قدرات روسيا المحدودة في مواجهة أوروبا أو الولايات المتحدة. 

لعبة حافية الهاوية يتقنها بوتين اكثر من بايدن وقادة أوروبا الهواة. بريطانيا وحدها انتبهت إلى لعبة بوتين الخطرة وفهمت ما يخطط له قيصر الكرملين.

بوتين الذي يسعى إلأى جعل روسيا قوة عظمى في مواجهة الصين والولايات المتحدة يعي تمامًا مدى قوته وقدرات جيشه، ويعرف أن الحرب ستفقده هالة القوة والعظمة، لذلك يناور ويحاور ويحرك البيادق كلاعب محترف يسعى إلى تعادل في اللعبة، لأنه يعرف تمامًا أنه لن يستطيع الوصول إلى مرحلة "كش ملك".

خليج العرب

يشهد الخليج العربي تطورات لافتة، منها هجوم حوثي على الامارات بعد السعودية واطلاق مسيرات وصواريخ اسقطت بغالبيتها، ويشهد ايضًا تواجدًا أميركيًا لافتًا بعد إرسال قاذفات بي-52 مرة أخرى إلى الخليج عبر اسرائيل.

بات لإسرائيل حضور كبير وعلني في الخليج وزيارات متتالية لقادتها إلى الإمارات والبحرين والتصريحات بشأن مساندة الأصدقاء في وجه الحوثي تغير المعادلة القائمة. مشاركة اسرائيل المرتقبة في مناورات بحرية مع الأسطول الخامس الأميركي ودول الخليج التي لا علاقات دبلوماسية مع معظمها رسالة لإيران مفادها أن اسرائيل أصبحت على حدودها، علنًا لا سرًا.

الدلائل كلها تشير من جهة إلى قرب التوصل لاتفاق أميركي - إيراني بشأن الملف النووي، ومن جهة أخرى يبدو أن الضوء الأخضر الأميركي لإسرائيل لضرب منشآت ايران النووية قد تم منحه، والتوقعات أن يتم الأمر بعد التوصل لاتفاق تعتبره اسرائيل سيئًا قبل توقيعه.

تركيا

يبدو أن سلطان تركيا رجب طيب اردوغان قد تخلى عن حلم السلطنة واستعادة أمجاد امبراطورية بني عثمان، وتخلى عن كل الأحلام المتعلقة بالزعامة، فسرّح الاخوان من بلاده واطلق لهم العنان لمغادرة اسطنبول وانقرة وغيرها، وتحميل محطات التلفزة والقنوات والشركات التابعة لهم معهم إلى غير رجعة، بحسب ما يقول العارفون بأحوال قصر الرئاسة.

ليس إخوان مصر وماليزيا والكويت والخليج فحسب، إنما إخوان غزة أيضًا، تلقوا مؤخرًا تعليمات بشأن المغادرة والغاء التأشيرات، وبدأوا بإغلاق شركات المقاولة والمتاجرة بقضية شعب لا حول له ولا قوة ولا قيادة.

إخوان سوريا بدأوا أيضًا يتململون، فكل مصالحهم تحت المراقبة والفحص.

السلطان اردوغان توجه خلفًا در إلى المحور السني المعتدل، وبات يسعى إلى إصلاح علاقته بإسرائيل، آملاً أن تفتح له ابواب البيت الابيض وأروقة لندن ودهاليز فرنسا وألمانيا.

رئيس الدولة العبرية يزور تركيا ضيفاً مرحباً به، أو قل ترحيب الملوك، والتحضيرات للزيارة وانجاحها تجري على قدم وساق، واردوغان الذي كان يصف قادة اسرائيل بالعنصريين والمجرمين اصبح يخطب ودهم في كل محفل وخطاب.

دوائر ونقاط

في عصر التكنولوجيا الرقمية، لا يمكن تصفير المشاكل. إسعَ إلى تحديد هويتك الشخصية والخاصة، وكن مع الدوائر التي تسير باعتدال، ويحكمها العقل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في