: آخر تحديث

العرب.. إلى أين ذاهبون؟! 

40
43
42
مواضيع ذات صلة

ليس سوريا وحدها التي يقول أبناؤها، الذين لا زالوا فيها، لإخوانهم في الخارج المنتشرين في أربع رياح الأرض: "لا تعودوا نحن نريد الرحيل" وحقيقة أنه وبإستثناء بعض الدول العربية التي أفاض الله، جل شأنه، عليها بعطائه وجنبها كل هذه الويلات التي تعاني منها معظم دولنا من منها في هذه القارة المعطاءة.. آسيا ومن منها في أفريقيا وهذا في حقيقة الأمر ربما عانت منه بعض شعوبنا وبعض دولنا ولكنه لم يصل إلى ما وصلت إليه الأمور في السنوات الأخيرة.. سنوات القرن الحادي والعشرين التي إن هي إستمرت وعلى هذا النحو فإنه وبالتأكيد ستكون هناك خرائط جديدة للوطن العربي الذي لم يواجه ما بات يواجهه في الفترة الأخيرة.   

ربما أنّ هناك من يعتبر أنّ هذه مبالغة مفرطة ومتجاوزة لكل الحدود المعقولة لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها ولا تجاوزها هي أن هذه "الحالة العربية" ربما أنها قد مرّت على هذه المنطقة وعلى الوطن العربي عندما كان جزءاً من "الإمبراطورية العثمانية" وحقيقة أنه إذا بقيت الأوضاع تسير في هذا الإتجاه فإن شوارع بعض دولنا سوف تطفح بالذين باتوا يتضورون جوعاً وهذا يعني أنه لن تكون هناك سيطرة على الأوضاع والأمور الأمنية وإنّ عدوى "إنفلات الأمن" ستنتقل إلى العديد من دولنا العربية.   

وهنا فإنّ المعروف أنّ منطقتنا هذه قد مرت بمثل هذه الحالة التي باتت تعاني منها بعض الدول العربية وهذا كان في نهايات أربعينات القرن الماضي.. وهنا فإنّ المشكلة بين هذا الأمس البعيد واليوم هي أنه أصبحت هناك إثنان وعشرون دولة بعضها كبيرة وتطفح بسكانها وبعضها صغيرة لا تحتاج إلى ما هو أكثر من قرية صغيرة وحقيقة أنّ هذا التفاوت السكاني والإقتصادي إذا بقي يسير في هذا الإتجاه فإنه سيصيب هذه المنطقة ما بات يصيب بعض الدول الإفريقية وبعض الدول الآسيوية.. وأيضاً بعض دول أميركا اللاتينية!!.  

وهكذا فإنه على العرب "الميسورين" أنْ يتعاطوا مع هذا كله بكل جدية وأن تكون هناك وقفة مع الذات وحيث أنّ هناك حديثاً نبويا شريفاً جاء فيه: "والله لا يؤمن..والله لا يؤمن..والله لا يؤمن.. قالوا: من يا رسول الله؟ قال: من بات شبعاناً وجاره جائع.. وهو يعلم".  

وعليه فإن المطلوب هنا هو ليس أن يبدد الميسورون أموالهم ولكن أن يكون هناك إسنادا لمن كان غنياًّ أو ميسوراً وأصبح فقيراً "لا يملك شروى نقير" وحقيقة أنّ هذا بات ملموساً ومعروفاً وإذْ أن بعض الدول العربية التي كانت تعتبر غنية و"نفطية" بات معظم أهلها يتضورون جوعاً وباتوا يغادرون وطنهم وينتشرون في ديار الله الواسعة.. بحثاً عن الأمن ورغيف الخبز ولقمة العيش وهذه مسألة لا بد من معالجتها وحيث أنّ هناك دولاً عربية أصبح أهلها يعانون من "مسغبة" مرعبة.. ونحن في القرن الحادي والعشرين.. وهذه مسألة إن هي إستمرت فإن هذا سيكون الخطر الأكبر الذي سيواجهه العرب كلهم.. وهذا إنْ في فترة قريبة وإن على المدى البعيد..واللهم إشهد.. اللهم إشهد!!. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي