اعتدت في كل عام على مدار 3 سنوات على حضور مهرجان الجونة السينمائي، كجزء من السياحة السينمائية التي أقوم بها في كل سنة، وكان دائماً هنا السؤال الذي يتكرر كل عام ماذا تفعلون بالمهرجان غير مشاهدة الفنانات في السجادة الحمراء؟ ومع كل حفل افتتاح للمهرجان تجد الهجوم الغير طبيعي في مواقع التواصل الاجتماعي على أن مايحدث ليس سوى استعراض فساتين ومنافسة على الأجمل والأسوأ في هذا العام.
المهرجان بأفلامه المختارة سنويا ً أصبح متميزا ً بإختياره لعروض الأفلام المهمة جدا ً وغالبا ما تكون هذه الأفلام سبق عرضها في أهم المهرجانات سواء كان أو فينسيا.
وغالبية عروض السينما والتي تبدأ من الساعة الـ 12 ظهرا ً حتى منتصف الليل تجدها ممتلئة عن الآخر.
وبين هذه العروض العديد من النقاشات السينمائية مع صناع هذه الأفلام، إضافة للندوات الفنية المهمة ولن أنسى ندوة المخرج الراحل أسامة فوزي مع رفيقه الفنان محمود حميدة، و ندوة المخرج الكبير داود عبد السيد بالإضافة للعديد من الفعاليات المهمة من معارض مهمة تعرض لوحات واكسسوارات وبوسترات أفلام، أو حتى حفلات موسيقية تكريمية لعدد من الرموز السينمائية العالمية وكآن آخرها هذا العام الحفلة الموسيقية الإحتفائية بالعظيم شارلي شابلن.
أن تقرأ مقالاً للناقد البحريني حسن حداد يشرح فيه جماليات هذا الفيلم، أن تشاهد فيلما بجانب طارق الشناوي وتتناقشون عن جماليات هذا الفيلم، أن تشرب قهوة الصباح مع إبراهيم العريس ويسرد لك ذكرياته مع مهرجان كان كل هذه التجارب لن تحدث دون إقامة مثل هذه المهرجانات.
أذكر في الدورة الثانية من المهرجان تعرفت على طبيب سوري مقيم في مصر يحضر المهرجان مع زوجته، قال لي أنه مستقر في مصر ومحب لمشاهدة الأفلام بشكل كبير، وكان كل سنة يحضر عروض الأفلام في مهرجان القاهرة السينمائي، وأضاف لجدوله حضور مهرجان الجونة السينمائي، فخطر ببالي أن تجربة السياحة السينمائية تجربة جميلة جدا لكل محب للسينما سواء كان من العاملين في هذه الصناعة أو لا ، لاسيما عندما تكون هذه السياحة بمدينة جميلة كمدينة الجونة.
لا شك أن الصور والفساتين وأخبار النجوم هي المهيمنة وهذا طبيعي جدا بحكم اهتمام الغالبية العظمى بهذه الأخبار، لكن اختزال المهرجان فقط بسجادة حمراء وكم فستان فيه ظلم وتجني كبير لكل من يعمل في كل مهرجان.
ختاما ًيحسب لمهرجان النجاح في إقامة المهرجان والإصرار على إقامته مع التزامه بالإجراءات الصحية والتي ساهمت بالسير بمركب المهرجان بنجاح على جميع الأصعدة، وأعجبني مانشيت نشرة الجونة اليومية " نجمة الجونة "بـ : كسبنا التحدي .
قد يكون مهرجان الجونة من المهرجان الحديثة وهو ليس بعراقة وتاريخ مهرجان قرطاج والقاهرة السينمائي لكنه يعتبر أحد أذكى المهرجانات السينمائية حاليا ً وهو تجربة مهمة تستحق كل الدعم لأن في دعمه دعم للصناعة السينمائية العربية.

