: آخر تحديث

"إرهابيون".. حتى النخاع الشوكي!

68
65
55
مواضيع ذات صلة

إطلاقاً لا يمكن أنْ يكون هذا "الذبح" المرعب الذي شهدته فرنسا في الأيام الأخيرة عملاً فردياً قام به شاب تونسي في بداية العشرينات من عمره، وبدون أي أهداف سياسية والدليل هو أن موجة "الطعن" والسكاكين والأسلحة الفردية قد عمّت عدداً من المدن الفرنسية المتباعدة ثم وإنه لا يمكن إلاّ أنْ يكون هناك "ربطاً" بين تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة التي قال ما قاله فيها: "إنّ الإسلام يعيش أزمة في كل مكان من العالم" وهنا لم يتوان رجب طيب أردوغان إلى إستغلاله ووصفه بأنه: "قلّة أدب" وأنّ الذين يتهربون من مواجهة العنصرية وكراهية الإسلام يرتكبون أكبر إساءة لمجتمعاتهم. 

وهنا؛ فإنه وبالتأكيد أنّ هذه الجريمة التي إرتكبها هذا الشاب التونسي: "إبن الواحد والعشرين عاماً" والهارب من بلده "تونس الخضراء" بحثاً عن لقمة العيش مدانة ومرفوضة إسلامياً وسياسياًّ وأخلاقياً، ولكن وهذا يجب أن يقال ويرفض حتى لا يتكرر ويشعل نيران الفتنة بين الفرنسيين وبين المسلمين هو أنه ما كان على رئيس خامس أكبر دولة في العالم أنْ يقع في هذا الخطأ الفادح الذي وقع فيه وأنْ يتحدث عن الإسلام بهذه الطريقة السيئة مما يعني أنّ ما قاله يجسد موقفه من هذا الدين الحنيف الذي تطفح بأتباعه ومعتنقيه الكرة الأرضية، والذي هناك قطاعاً واسعاً من الفرنسيين من أصول عربية وغير عربية من معتنقيه مما يؤكد على أنه كان على إيمانويل ماكرون أنّ لا ينزلق ويقول هذا الذي قاله وهو يعرف أنّ عدداً كبيراً من الشعب الفرنسي من أتباع هذا الدين الحنيف الذي يذهب البعض إلى أنّ معتنقيه هم الأكثر عدداً في العالم بأسره وفي الكرة الأرضية كلها.  

وبالطبع فإنّ ما قام به هذا الشاب التونسي، الذي من المؤكد أنّ هناك جهة منظمة وفاعلة قد إستغلت جهله وصغر سنه ودفعته إلى إرتكاب هذه الجريمة البشعة التي أرتكبها أو حاول إرتكابها غيره، هو إرهاب غير مبرر على الإطلاق وإنّ من إستفاد منه هم بعض الذين في حالة إشتباك سياسي لا علاقة له لا بالإسلام ولا بالمسلمين مع إيمانويل ماكرون على خلفية الصراع على شرقي البحر الأبيض المتوسط، وأيضاً أولئك المتطرفون الفرنسيون الذين تدفعهم "عنصريتهم" المعلنة والمعروفة إلى معاداة حتى مواطنيهم الفرنسيين الذين هم من اصول عربية وأيضا من معتنقي الدين الإسلامي في دولة من المفترض أنها علمانية ولا تفرق بين مواطنيها إنْ بدوافع دينية وإنْ على أسس اللون والأصول العرقية.  
ثم وفي هذا المجال فإن المجرم الفعلي والقاتل الحقيقي هم من دفعوا هذا الشاب الذي من المؤكد أنه: "جاهل وأرعن".. "ولا يعرف الخمس من الطمس" كما يقال، إلى ارتكاب هذه الجريمة البشعة التي حاول ارتكابها غيره من المجموعة إياها ومن التنظيم الإرهابي نفسه، وهنا فإنّ ما يدلّ ويؤكد على أنّ مرتكبي هذه الجرائم الفعليين والحقيقيين هم الذين استغلوا جهل هذا الشاب التونسي ورعونته وأرسلوه "ليقطع" أعناق أناس أبرياء بينهم أمرأة في مرحلة الشيخوخة من عمرها جاءت إلى إحدى الكنائس لتقوم بواجبها الديني حسب اعتقادها ولا تعرف عن الدين الإسلامي شيئا ولا تعرف من الشرق القريب إلا القدس وكنيسة القيامة وبيت لحم ومريم العذراء والسيد عيسى المسيح.  

إنها جريمة.. او جرائم لا يمكن أنْ يبررها إلا جاهل أو معتوه لا يعرف عن الإسلام السمح والمتسامح أي شيء وأنّ هؤلاء وأمثالهم لا يمكن إلا اعتبارهم أنهم إرهابيين وجهلة وأنهم لا يحق لهم الرد على "تجاوز" ماكرون لا بهذه الطريقة ولا بغيرها وأنّ من سيدفع "ثمن" هذه المذبحة المرعبة التي ارتكبها هذا المراهق الذي بالتأكيد أنه قد ارتكب الجرائم التي ارتكبها بدفع من جهات إنْ هي ليست "جاهلية وارهابية" فإنها بالتأكيد تنفذ مخططا ضد الإسلام والمسلمين.. إذ أنّ من سيدفع ثمن هذه الجريمة والجرائم المماثلة لها هم المسلمون الذين اصبحوا فرنسيين والمسلمون الذين باتوا مواطنين في دول الغرب وأيضا ودول الشرق كلها، ولهذا فإنّ مواجهة هذه الجريمة وأي جرائم أخرى مثلها إنْ إسلاميا وإنْ عربيا يجب أنْ تكون جدية وفاعلة.. ويجب اقتلاع كل هذه التنظيمات الارهابية من جذورها.. التي خطرها على العرب والمسلمين وبالتأكيد أكثر من خطرها على فرنسا والدول الغربية كلها القريبة منها والبعيدة.. إنّ هؤلاء إرهابيون وحتى النخاع الشوكي.. وبلا أدنى شك!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي