: آخر تحديث

(أم هارون) وتهمة التطبيع

59
50
54
مواضيع ذات صلة

منذ أن تم الإعلان عن عرض المسلسل الكويتي ( أم هارون ) على قنوات mbc  وهو المسلسل الذي تحدثت الأخبار عنه أنه يتحدث عن العلاقات بين عدد من الأسر الخليجية المختلفة الديانات مابين اسلام ومسيحين ويهود  في أربعينيات القرن الماضي وبدأت الأقلام والمقالات في الهجوم على المسلسل هجوما ً عنيفا ً كونه رسالة ودعوة للتطبيع مع دولة إسرائيل ، مقالات لكتاب ومثقفين من جميع أنحاء العالم العربي هجوم على المسلسل حتى قبل عرضه، وساهم في هذا الهجوم إضافة إلى التصريح التي أدلت فيه الفنانة الكويتية حياة الفهد تجاه العمالة الأجنبية في بلدها الكويت ومطالبتها بترحيلهم بسبب تفشي وباء كورونا في البلاد .وربما من غير قصد ـ أو قصد ـ ليس أفضل من هذه الدعاية المجانية التي قام بها الجميع للمسلسل  لمتابعته وترقب بدايته. 

هذه الضجة وهذا الهجوم ذكرني بهجوم سابق على  المسلسل السعودي ( الحور العين ) 2005 للمخرج نجدة أنزور  والذي يتحدث عن الإرهاب وأحلام الإرهابيين الانتحاريين بالتفجير والقتل لمقابلة الحور العين في الجنان  المسلسل الذي عرض في عز العمليات الإرهابية في المنطقة  تعرض لهجوم شديد جدا ًحتى قبل عرضه بحجة استهزاءه بالدين ولكن اكتشفنا بعد انتهاء المسلسل بأنه لايستحق الهجوم عليه ولا حتى الدفاع عنه، مسلسل استغل قضية معينة وهي الإرهاب لكن محتواه  كان خالي من أي قضايا فكرية أو نقاشية أو طرح مواضيع ثرية تهم الشارع ذلك الوقت مجرد حلقات عادية قصص اجتماعية بسيطة ليس لها علاقة لا بإرهاب ولا غيره مسلسل خدع  الجميع  والنتيجة ذهب العمل في طي النسيان ويكاد لايذكر.

أكتب هذه المقالة بعد الحلقة 17 من المسلسل  ولا يزال التطبيع الذي تحدث عنه الجميع وهوجم المسلسل بسببه غائبا بشكل كلي بدون أثر إطلاقا ،ويقدم العمل العوائل اليهودية في الخليج بمظهر البخل والخبث في طرح سطحي ساذج، وحتى الآن المسلسل مجرد قصص خليجية اجتماعية مكررة لاجديد فيها شوهدت قبل ذلك في مسلسلات خليجية سابقة.

الغريب حتى بعد عرض المسلسل مازال الهجوم على المسلسل بحجة دعوته للتطبيع مستمرة فبعضهم من يصف العمل بأنه كان دعوة للتطبيع لكن الرصاصة طاشت هذه المرة! ومنهم من يقول أن هذاالعمل مقصود فيه التطبيع النفسي. والمضحك من يقول أنه حصل تعديل على على المسلسل بعد الهجوم رغم أن المسلسل تم الإنتهاء منه وتسليمه قبل شهر رمضان بشهر !! أي أنه هجوم على العمل قبل عرض المسلسل وحتى بعد عرض المسلسل ومازالت المكابرة على هذا الرأي مستمرة. 

للأسف ونحن في سنة  2020  وفي عصر الحصول على المعلومة بأسرع وقت ممكنً لازال البعض يحكم على الشيء فقط من الإستماع ومن قراءات رسائل الواتس دون أن يكلف نفسه بمتابعة العمل والحكم عليه بنفسه من باب الأمانة والإحترام لنفسه قبل كل  شيء.

السؤال قبل سنوات عرض مسلسل  مصري اسمه حارة اليهود على قناة دبي  يناقش العلاقات بين المسلمين واليهود وترحيل اليهود سنة 56 من مصر ولم يجد شيئا من هذا الهجوم الذي وجده صناع مسلسل أم هارون، وقبل ذلك وإلى الآن العديد من الروايات العربية التي تحدثت عن علاقات المسلمين واليهود ولم نجد نفس ردة الفعل!

السؤال الأهم لو كان هذا العمل عرض على قناة غير قناة mbc السعودية  هل حصل كل هذا الجدل؟

نقطة مضيئة في العمل في أداءات بعض الممثلين خاصة إلهام علي محمد عليوي  وفرح الصراف وقبلهم الخبير عبدالمحسن النمر ختاما ً مسلسل أم هارون عمل اجتماعي خليجي لاجديد فيه  ملفت مجرد أنه حمل رسالة بسيطة حول كيف يمكن  للتعمق في الدين وسيطرته على البشر لدرجة الهوس أن يكون مدمرا ً للبشر أما فيما يخص موضوع التطبيع فهذه أقرب ماتكون كذبة اكتشفها جميع من شاهد المسلسل ولكن البعض لايريد تصديقها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي