: آخر تحديث

خطوة "سعودية" مباركة وضرورية

74
70
60
مواضيع ذات صلة

يُسْتحقُّ التقدير والإشادة الموقف الذي إتخذته المملكة العربية السعودية تجاه الحكومة العراقية ورئيسها، وهو موقف يؤكد على كم أنّ لبلاد النهرين مكانتها الراهنة والتاريخية لدى الأمة العربية كلها، إذْ أنّ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده قد أكدا أن للعراق موقعه الإستراتيجي ومكانته الهامة في الوطن العربي بأسره ومن المحيط إلى الخليج، وإن حقائق التاريخ القريب والبعيد تؤكد إنه عندما "يكبو" هذا البلد مهد الحضارات كلها والذي يشكل جدار الإستناد الشرقي لأمته كلها وللوطن العربي بإتساع جغرافيته "كبا" العرب كلهم ومن المحيط الهادر في الغرب وإلى الخليج العربي الذي سيبقى عربياًّ رغم أنوف حملة الراية الفارسية.

إنّ ما يؤكد أهمية أي بلد هو إستهدافه ودائماً وأبداً وعلى مدى حقب التاريخ من قبل الغزاة والطامعين، والمعروف أنّ بلاد النهرين قبل أن تصبح  قلب العروبة النابض في عهد علي بن أبي طالب والخلفاء الراشدين والخلافة العباسية كان قد مرّ عليها الساسانيّون والسومريّون والبابليّون والآشوريّون وكذلك السلوقيّون والبارثيون، ثمّ وبعد عصرها الذهبي العباسي فقد مرّ بها البويهيّون والسلاجقة والأتراك والمغول وبالطبع والعثمانيون كما مرّ عليها "الصفويّون" الإيرانيون والبريطانيون وإلى أن إستردت مكانتها وهويتها العربية بعد سقوط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وأستعادت عروبتها كنظام حكم وحكومة بقيام المملكة العراقية مع فيصل الأول وبعده غازي ثم فيصل الثاني وهكذا فقد بقيت عروبية الهوية والوجدان كما في زمن العباسيين وتواصلت منذ عام 1932 وحتى الآن..وهي بالتأكيد ستبقى إلى "ما شاء الله" جلّ شأنه.

إنّ المقصود بهذا الإستعراض التاريخي هو أنّ مكانة بلاد النهرين الإقتصادية والسياسية والجغرافية وأن ترابها الطاهر كان وبإستمرار "تبراً ذهبيا" قد جعلها ودائماً وأبداً وعلى مدى تقلبات العصور محطّ إنظار الطامعين والغزاة، ويقيناً أنّ "عين إيران" بعد عام 1932 قد أصبحت مسلطة عليها وأنّ هناك الآن إختراقات إيرانية لها تحت عناوين متعددة وكثيرة، ومن الضروري أنْ يكون للعرب كلهم موقفاً من هذه المسألة الخطيرة، وهنا فإنّ المؤكد أنّ مبادرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده تأتي في إطار تعزيز إمكانيات وقدرات هذه الحكومة الجديدة التي شكلها يوم الخميس الماضي مصطفى الكاظمي لإعادة العراق إلى مساره الحقيقي وإلى طليعيته التاريخية بالنسبة لأمته العربية .

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذا لا يعني وعلى الإطلاق تحشيداً ضد إيران التي من المفترض أن تتعامل مع العراق كدولة مجاورة شقيقة، وأنه لا ضرورة إطلاقاً لكل هذه الجيوب "الطائفية" طالما أنّ هذا البلد الذي عانى من كبوات كثيرة هو لكل أهله، وأنه لا يريد من جارته الشرقية وأيضاً من "مجاوريه" من الجنوب والغرب والشمال، سوى حسن الجوار وعلى أساس المصالح المشتركة والإستقرار المتبادل والعلاقات المستقرة وبدون أي أطماع إستحواذية!!.

ولعلّ ما هو واضح ومؤكد أنّ هذه المبادرة السعودية الخيرة تجاه رئيس الوزراء العراقي وتجاه حكومته وتجاه شعب العراق بأسره والعراق كله بغض النظر عن إنتماءات بعض مكوناته القومية والمذهبية لا هدف لها إلاّ أنْ يكون هذا البلد مستقراً ولكل أبنائه وبعيداً عن أي إختراقات خارجية؛ لا طائفية ولا عنصرية، وأن يستعيد مكانته الطليعية بين أشقائه العرب ودوره الفاعل والبناء في أمته العربية الذي بقي دائماً وأبداً وعلى مدى حقب التاريخ البعيد والقريب أساسياًّ ورئيسياًّ ولا غنى عنه وعلى الإطلاق، وهذا واضح ومعروف للعرب كلهم ولكل الدول المجاورة الصديقة والشقيقة!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في