: آخر تحديث

بعيداً عن الأديان نتحدث

179
170
163

على مر الزمان وتقلب الاذهان واختلاف الأديان تحاصر كل فكرة وليدة بإرث التقاليد التي سادت على الشعوب في أي بقعة لاسيما ثوابت عقيدتها التي لا جدال فِيهَا.

فنَمت بعض المجتمعات على أن تجعل الدين سيد كل شؤون حياتهم حتى الخاصة تعليمهم عملهم وتربيتهم لأبنائهم .. فماذا أخرج هذا الحزام الذي عمَّم الإختلاف وهل أصبح أبنائه مختلفين ولديهم قوة خارقة تجعلهم يعملون تحت تأثير الدين الذي طبق على أراضيها .! هناك دول فصلت الدين عنها ونشاهد مخرجاتها التعليم قوية ونعتقد أن أرواحهم مستمدة من كتاب مقدس أو تعويذات جعلت العقول مكائن تُنتج ، فالقوة هي أن نتقلب حتى نتغلب على الضعف ونولّد قوة خارقة .

إن الأديان ليست وقوداً للحياة فالقوانين العامة تتلاشى بعدما تصطدم مع الأنظمة الدينية عندها يموت الحق لتصبح غير عادلة ، ليكُن الناس أحراراً يختارون ما يشاؤون ويعبدون الشمس أم البقر أم النهر .. كلها طبيعة الله ومخلوقاته ويبقى جسده بلا ماطورٍ يحرك مافي جسده. إن تربية السلوك وإقناع الذات في مفاهيم الحياة وضحّت ما في علم النفس من أثر إيجابي على نمو وإنتاجية كل كائن بشري لديه عقل يستمد منه ما نما عليه، فعندما نأتي على مدارس تُمارس عقيدتها الدينية في تغذية عقول الأطفال حتى تتمدد وتنضج منها كل العلوم تعود إلى أن الدين هو أساس الحياة أساس العمل وليس على هذا لوحده بل إنهم ينفخون معلميهم على أنه داعية وأن الداعاة إلى الله مقدسين ويضعون كل ماتوارد من المعتاد أن الدعاة حتى ولو تثبت صحة مايقولوا ويفتوا به عن الحياة الدنيا هم عمود ولن ندخل الجنة إن خالفنا فتواهم، فكيف نسمي هذا تعليم .! من حق كل عقل مسلم أو يحتوي قلبه على أي عقيدة أن يتعلم كل العلوم التي لم تمنعها أي دولة سوى دولة واحدة فالإسلام لم يمنع ألن لا تعرف وتتعلم والدليل أن كل الدول الاسلامية تتعلم الموسيقى الرياضة بأنواعها وليست الرياضة التي يعتقدها البعض أنها فقط كرة قدم ومازالت تُمارس في دولة واحدة في مدارسهم فكيف تلخص الرياضة هي كرة قدم وللبنين فقط.! هل هذا دين أيضا حُرِّم على النساء وأحل للذكور!!؛ السبب لهذه المعتقدات كانت فتاوى تحريمية من أولئك الدعاة ويالا سخف تعبيرهم في الرد على تصنيفها من المحرمات.

أن تٌضع رجالاً ينظمون سير الحياة من الأشرار مطلب في كل بقعة حتى يتحقق الأمان والاستقرار في أي وطن ولكن أن تدخل الشرطة الدينية "رجال الحسبة " لتتهكم في خصوصيات الناس والبحث عن الرذيلة والعبث في مالا يعجبهم هذا ليس ديناً بل تعسفاً ومايقومون به يُسمى اضطهاداً وهدر للحريات، ليست المسالة متعلقة بهؤلاء الذين يدَّعون التدين بل في الذين عنًّفوا ورجموا وطاردوا الشباب حتى خلقوا الحوادث المرورية ، فكيف نحقق الأمن والمعتقد الديني خاطيء فلنصحح هذا المسار بإخماد وإزالة كل الصلاحية منهم كونهم رجال يدعون إلى عبادة الله وليس إلى الضرب والتشكيك وسوء الظن بهم !،

فالعودة إلى الخطوة السابقة تعني أن نرجع إلى الوراء ونتمنى أن نفُوق مما نحن عليه حتى نتسابق ونرسّخ في مفهوم كل شخص " الدين لي مع احترام كل الأديان في جميع منشآت الحياة" .

كاتبة سعودية


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي