في محاضرة له في مجلس جريتر هيوستن للشؤون العالمية، تحدث مايكل دوران، المستشار الأمني في وزارة الدفاع الأمريكية في عهد جورج بوش، عن كتابه الجديد الذي حمل عنوان "مقامرة آيزنهاور" الصادر عن فري برس للطباعة والنشر، وقدم تحليلا للتشابه ما بين سياسة آيزنهاور في الخمسينات نحو الشرق الأوسط وسياسة إدارة أوباما، ورأى أن أوباما ارتكب نفس خطأ آيزنهاور في موقفه اتجاه مصر ولكن مع إيران، فقد راهن آيزنهاور على مصر في زمن جمال عبد الناصر معتقدا أنه إذا كسب مصر فقد كسب كل الدول العربية، وأمدها بالدعم الكبير الذي كان أهمه طرد بريطانيا وفرنسا وإسرائيل من مصر إبان العدوان الثلاثي في عام 1956. لكن عبد الناصر خدعه وبقي يطلب ويقدم وعودا ولكنه في حقيقة الأمر حليف قوي للاتحاد السوفيتي. ثم تكرر السناريو نفسه مع إدارة أوباما حيث قام بدعم إيران ولكن إيران دخلت في تحالف وثيق مع روسيا.
وحول السياسة الأمنية المتوقعة للرئيس ترمب نحو دول المنطقة، قال دوران أن يتوقع أن يعود إلى التدخل في شؤون المنطقة ويتحالف مع مصر والسعودية بالنظر إلى أنهما حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، خاصة وأن كلا الدولتين على علاقة جيدة مع إسرائيل. وحول القضية الفلسطينية قال دوران أنه لا يتوقع تحقق حل الدولتين لأنه ببساطة مستحيل إذ أن هناك عراقيل كبيرة لكن الطرفين يتفاوضان كي لا يتهم أحد أيا من الطرفين بعدم الرغبة بالحل من خلال المفاوضات، وأضاف أن القضية الفلسطينية ليست ذات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، وأكثر ما يهمها هو أمن إسرائيل وهذا الأمر الوحيد التي تحرص الولايات المتحدة عليه.
أما عن سبب التغيير في موقف الولايات المتحدة، قال دوران أنه يجب على الإدارة الأمريكية ألا تعول على إيران لأنها أثبتت أنها تريد الهيمنة على المنطقة مع حليفتها روسيا وسوف تستفيد من موقف الحياد الأمريكي، وأضاف أنه لا يتوقع إلغاء الاتفاق النووي مع إيران لأن هذا ما تريده إيران، ولكن هذه المرة سوف تسرع من عمليات التخصيب النووي وإنتاج قنبلة ذرية، كما أن الاتفاق لم يتم مع الولايات المتحدة فقط ولكن مع دول أوروبية أيضا كما أن ألمانيا متحمسة جدا لهذا الاتفاق ولن توافق على إلغائه. وأضاف أن سبب عودة الولايات المتحدة هو أنها أدركت أن أي فراغ تتركه سيملأه طرف آخر ويعمل لمصلحته، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تنأى بنفسها حيث أن تداعيات الأحداث لا بد وأن تصل إليها.
للاستماع للمحاضر، إضغط على هذا الرابط: