: آخر تحديث

تمرّد كويتي شعبي!

1
1
1

حمد الحمد

قبل قرون، كانت الكنيسة مسيطرة في أوروبا، تأمر وتنهي، حتى وصل الأمر بمنع أي إنسان من الكتابة بلغة غير لغة الإنجيل...

حتى كتابة قصيدة أو قصة لابد أن تكتب باللاتينية، ومن يكتب باللهجات المحلية كان يحرق أو يعدم، حتى تمرد البعض وكتب بلهجته المحلية، سواء فرنسية أو إيطالية أو ألمانية، وبعدها خرج الأمر عن السيطرة وأصبح الكل يكتب بلهجته المحلية، وهنا تحولت اللهجات الأوروبية إلى لغات... فاللغات الحالية في أوروبا كانت لهجات محلية وليست لغات.

في الكويت في الخمسينات كان المسرح يقدم بلغة عربية فصحى، حتى خرج البعض وراح يعرض مسرحيات باللهجة المحلية ونجحت... ويروى أن مسرحية أعلن عنها وكان عنوانها باللهجة الدارجة، وعندما دخل الجمهور وجد أن الحوار بالفصحى، لهذا خرج من المسرح...

وبعدها نجح هذا التمرد الشعبي الكويتي، وأصبحت كل المسرحيات باللهجة المحلية وحتى الدراما والأغاني، وحالياً حتى الإعلانات في الشوارع أصبحت باللهجة المحلية، كون اللهجة ليست أمراً مقدساً إنما متغير مع الزمن وموصل جيد.

عندنا في الكويت إشكالية في التحدث بلهجتنا المحلية وإن كان مقبولاً أن تتحدث في البيت أو في الديوانية بلهجتك، لكن إذا كنت في حديث مع الإعلام (تلفزيون أو إذاعة)، فهنا الأمر يختلف... يفترض أن تتحدث بلغة يفهمها حتى من كان في المغرب.

قبل فترة كنت أستمع لشاب يتحدث بحديث طيب لجهاز إعلامي ويستخدم مفردات محلية مثل كلمات (شلون) أو (علشان) أو (جذيه) وغيرها من كلمات يفترض ألا نستخدمها ونحن نواجه الإعلام، سواء الإذاعة أو التلفزيون أو غيرهما.

أذكر أنني قرأت من كم سنة معلومة أثارت انتباهي، وهي أنه في الغرب سواء أوروبا أو أميركا يلزمون التلاميذ والطلاب في المدارس بحفظ 1000 كلمة عن ظهر قلب، تلك الكلمات يتم استخدامها إذا كانوا يتحدثون لجهات إعلامية ليصل ما يعنون لأكبر شريحة من الجمهور.

تلك المعلومة جديدة علي وأعتقد مفيدة لو نطبقها في مدارسنا وجامعاتنا.

على فكرة كلمة (شلونك) تجاوزها الزمن وتعني (ما هو لونك؟)، حيث بالسابق كان الإنسان يُعرف أنه مريض عندما يميل لونه إلى الصفار، هذا قبل معرفة المختبرات التي تحدد حالتك الصحية.

وسلامتكم...


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد