حمود أبو طالب
قبل الجولة المرتقبة من المفاوضات بدأت إسرائيل هجومها على إيران، وقبل انتهاء فترة الأسبوعين التي حددها الرئيس ترمب هاجمت أمريكا جميع المنشآت النووية الرئيسية، وهنا ينشأ السؤال: هل كانت هناك فرصة لتجنب الهجومين بأي وسيلة لو عقدت جولة المفاوضات السابقة، أو قبل نهاية مهلة الأسبوعين بيوم واحد مثلاً؟
الجواب: لا. وما حدث كان مقرراً من وقت طويل، وموضوع المفاوضات والمهلة لم يكن سوى تكتيك لكسب عنصر المباغتة. لا الهجوم الإسرائيلي ولا الضربة الأمريكية قرار يمكن اتخاذه كرد فعل في آخر لحظة، التنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي تم منذ شهور كما ذكرت الأخبار، وكان الرئيس ترمب قد وضع المشروع النووي الإيراني في أجندته منذ دخوله البيت الأبيض، وتحدث بوضوح أنه يجب أن يتوقف، وإيران أخطأت في حساباتها هذه المرة مع ترمب في ولايته الثانية، وحدث ما حدث.
الآن تشعر إسرائيل بنشوة تحقيق هدف إستراتيجي طالما تمنته، وأثبت ترمب أنه لا يجب التقليل من جديته، ولكن ماذا سيحدث بعد التصعيد الخطير الذي تم صباح أمس. الضربة موجعة جداً لإيران، وقد بدأت هجوماً نوعياً فور ضرب مفاعلاتها أحدث دماراً كبيراً في المواقع التي استهدفتها، وكذلك إسرائيل أعادت كراتها الهجومية على إيران، فهل سيدخل الطرفان ما يشبه حرب الاستنزاف، أم أن الرئيس ترمب سينفذ وعيده الذي جاء في خطابه بعد ضرب المفاعلات بأنه إذا لم تُسلّم إيران بالأمر ستكون هناك أحداث مأساوية.
الوضع في غاية الخطورة، ولا يجب أن يستمر بهذا التصعيد المتسارع، منطقتنا هي المتضررة بشكل مباشر، ومعها العالم كله لناحية الاقتصاد والأمن والسلم. كل الأطراف المتورطة في الحرب عليها التعقل وخصوصاً أمريكا، التصلب في المواقف سيؤدي إلى كارثة حقيقية غير مسبوقة، ولا بد من سماع أصوات الدول الداعية إلى حل المشاكل بالدبلوماسية والحلول السلمية واحترام مواقفها ومصالحها، والسلم كلما تأخر أصبح صعب المنال.