عثمان بن حمد أباالخيل
كلنا نعلم بأنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، فالإنسان يخطئ ويتعلّم من أخطائه وربما يتعلّم الآخرون من أخطائه، وبغض النظر عن نوعية الخطأ سواءً أكان خطأ شرعياً أم قانونياً أم إنسانياً أم مرورياً والمزيد من الأخطاء التي يقوم بها الانسان فعليه أن يصحح هذا الخطأ الذي جناه على نفسه وعلى الآخرين، وهل حقاً أن الخطأ صفة في الإنسان؟ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ-: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ». في المُقابلْ هناك أخطاء مفيدة تعود فائدتها على المخطئ أو على محيطه الذي يعيش فيه، ويحمد الله كثيراً على هذا الخطأ. أو أن محيطه الذي يوجد فيه يكتشف هذا الخطأ وتصب ويلات الخطأ على المخطئ ويفرح الآخرون على الآثار المفيدة للمجتمع أو من يحيطون بالمخطئ. من تلك الأخطاء أحدهم يضع اللاصق على لوحات سيارته لكي يتفادى ساهر لكنه ينسى أن يزيلها عند نقطة الشرطة فيتم إيقافه وتفتيش سيارته والنتيجة كمية من المخدرات داخل السيارة أليس هذا خطأ من شقين مفيد وغير مفيد مفيد للمجتمع من ويلات المخدرات. وهذا خطأ آخر أحدهم وقع له حادث مروري على الطريق السريع مع زوجته وأولاده وقف المسعفون والمتفرجون، أحدهم سرق ساعة السائق الثمينة وفرَّ هارباً وحين حضر المرور والإسعاف سلَّم أحد الحضور للجهات المختصة مقطع فيديو للسارق وتم القبض عليه وكان لصاً محترفاً صاحب سوابق. أليس هذا خطأ مفيداً للمجتمع من هذا اللص. من الصعب على أي إنسان أن يقبل حقيقة أنه على خطأ، لكنه يقبل هذه الصعوبة ويتقبلها بصدرِ رحِب حين يكتشف أن هذا الخطأ وراءه أخطاء أخرى لمْ يكن يتوقعها من إنسان صديق وعزيز، حين يُكشِّر ذلك الإنسان عن أنيابه ويظهر على حقيقيته أليس هذا خطأ مفيداً؟ وهذا مُترجم أخطأ في ترجمة حديث الزائر وحين اكتشف الزائر هذا الخطأ صوّبه بخطأ فعلي خطأ لمْ يكن مُتوقعاً. أقتبس (ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ). وهذا خطأ لا ينساه التاريخ. جورج هاريشن من جنوب إفريقيا باع مزرعته إلى شركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم صلاحيتها للزراعة. وحين شرعت الشركة في استغلالها اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على الإطلاق أصبح بسرعة مسؤولاً عن 70 % من إنتاج الذهب في العالم!
«رب ضارةٍ نافعة»؟ هذا المثل يترجم واقع حال الإنسان الذي يجزع من خطأ بسيط ارتكبه في حياته حين يكتشف أن هناك أخطاء تترتب على هذا الخطأ أدت إلى تغيير مسار حياته. ومن مِنا لا يشكر تلك الأخطاء التي أخذته إلى عالم آخر يخلو تقريباً من الأخطاء. أتمنى من كل إنسان أخطأ بحق نفسه أو أُخطئ عليه تمهل ولا تنزعِج، فهناك أخطاء مفيدة. الاعتذار من الأخطاء ثقافة عالمية تدل على شخصية قوية حكيمة تقدر الآخر وتعترف بأخطائها وتتجنب الإضرار بمشاعر الآخرين المهم أن تكون تلك الأخطاء غير مفيدة والإنسان حكيم نفسه والاعتذار من شيم المحبين والمخلصين.