علي الخزيم
= يومًا تلو الآخر يزداد عدد حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي تزعم أنها تُدوِّن لنا وتُغرد بما يسعدنا؛ وهي كما يقال: (تدس السمّ بالعسل)، ذلكم أن تلك الحسابات والمُعَرّفات تظهر بأسماء تدَّعي أنها لمواطنين من المملكة؛ وهي بحقيقتها مُنتحَلة مُزورة تكتب ما يبدو للغافلين على أنه لمصلحة الوطن، وهو بالواقع ضد بلاد وشعوب شقيقة قريبة إلى قلوبنا ونكن لهم كل الاحترام والتقدير الأخوي، فتلكم هي طبائع الفُسَّاق المفسدين الحاقدين، ديدنهم بث أسباب الشقاق ومحاولة بائسة لزرع بذور العداوة بين الأشقاء.
= هم بكل الأحوال لن يُثنُوا عبر سِلسِلة التغريدات (ثِرِيد thread) على أي منجز حضاري تحققه (مملكة العز والعزم والإنسانية)؛ فأعينهم ومسامعهم وحواسهم كافة ترقب جملة ما يحيط ببلادنا عَلَّها تجد مَثلَبة أو ما يُقرّبهم من ادعاء حدوث خطأ ما؛ أو إجراء يشعرون أنه يُمكِنهم بواسطة بعض بنوده التغلغل لممارسة غَيّهم ونفاقهم وتأليب رأي خارجي مُمَالئ وموافق لتوجهاتهم؛ أو بعض الغافلين عن مقاصدهم لتصديقهم كخطوة نحو تحقيق مآربهم الدنيئة ضد بلادنا الحبيبة.
= في الشأن المحلي يتداخل المندسون لا لإثراء النقاشات الجادة الهادفة للخير؛ بل للإساءة وإيقاد الفتنة لجَر الفئات المتحاورة (من أجل رفعة الوطن) إلى وحل التنابز والصراعات المناطقية والقبلية وشئون المرأة والرياضة والترفيه ونحوها؛ لا يتركون فرصة قد تَلُوح لهم إلَّا دسّوا أنوفهم بها وتتضافر محاولاتهم وتتصاعد بإدارة مَن يُمِلي عليهم مفرداتهم وعباراتهم مسبقة الإعداد؛ إذ إن الأمر لم يكن عرضًا جزافًا؛ إنما هي عصابات وجماعات مأجورة تنضوي تحت منظومة لها ترتيبها وأدواتها.
= فِرَق مِن تلك الزُّمرة الضالة المفسدة (المُقِيمِين بيننا) تنتهج (عبر حساباتها المُستترة) اختلاق الأكاذيب وتلفيق الأخبار لتشويه صورة المملكة بالخارج؛ والتقليل والنيل من كل منجز وتقدم يخدم المواطن والمقيم؛ ويضيف مزيدًا من التألق والسطوع لراية المملكة العربية السعودية فوق ما هي عليه - ولله الحمد - من طيب السمعة وعاطر الذكر بين الأمم، ولا بد هنا من الإشارة - لمن لم يلتفت لأهدافهم - بأن مِنهم مَن جُل غَرضه الترويج لاسمه وإعلاناته على وسائل التواصل الإلكترونية، دون أن يقيموا أي وزن وتقدير لبلد ضمهم وحَن عليهم وأتاح لهم فرص العمل والعيش الكريم! إلَّا أن جهات الاختصاص لا تغفل عنهم.
= ولفت انتباه المواطن السعودي مؤخرًا اشتعال نار غيرتهم وأوار أحقادهم حين الإعلان عن اكتشافات ثَرية بمجال الطاقة؛ ونجاح مساعي المملكة للعمل على توطين مصدر الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتصاعد حشرجات حناجرهم ومحاولة تثبيط هذه القِيم الحضارية بتأليب جهات خارجية لعلها تَحُد من بعض هذه النجاحات، خيب الله سبحانه مساعيهم.
= ثُم إن أمرًا بالغ الأهمية يغيب عن بعض تلك العقول المريضة الموبوءة بأسقام الغَيْرة والحسد والبذاءة ونكران الجميل؛ هو أن (شعب طويق) الوفي؛ الراقي بتعاملاته وحواراته وأطروحاته يأبى أن يَنجَر لتُرَّهات الأبواق المأجورة؛ شعب متماسك يحب وطنه وأرضه ويَسعَد بإنجازاته المتلاحقة ويفخر بها، أمَّا علاقته بقيادته العادلة الرشيدة وحُبّه لها فهو أمر لا جدال حوله ولا مِراء؛ حالة نموذجية مثالية لأبعد الحدود.