عبدالله خلف
قال بعض الحكماء: (من كَثُرت زيارته قلّت بشاشتهُ).
وقال آخر: (من أدمن زيارة الأصدقاء عَدِم الاحتشام عند اللقاء).
قال شاعر:
أقلل زيارتك الصديـ
ــق، تكُن كثوب تستجِدّه
إنّ الصديق يُمِلُّه
ألا يزالُ يراكَ عنده
وقال آخر:
عليك بإقلال الزيارة إنها
تكون إذا دامت إلى الهجر مسلكا
فإني رأيت القطر يُسأمُ دائباً
ويُسأل بالأيدي إذا هو أمسكا
وقال أبو تمام:
وطول مُقام المرء في الحيّ مُخْلق
لديباجتيه، فاغترب تتَجَدَدِّ
فإني رأيت الشمس زِيدت محبةً
إلى الناس أن ليست عليهم بسرمَدِ
وقال آخر:
إني كَثرتُ عليه في زيارته
والشيء مُستثقل جداً إذا كثُرا
ورابني منه أني لا أزال أرى
في طرفه قصراً عني إذا نظرا
وقال آخر:
لا تجعلن إحداً عليك إذا
أحببته وهويته، ربا
وصل الصديق إذا كَلِفت به
واطو الزيارة دُونه غِبّا
فَلَذاك خيرٌ من مواصلةٍ
ليست تزيدُك عنده قُربا
لا بل يَملُّك عند دعوته
فيقول: آهِ، وطالما لبَّى
ويقول آخر:
أغَبَّ الزيارةَ لما بدا
له الهجْرُ، أو بعضُ أسبابِهِ
وما صدّ هجراً، ولكنه
طريدُ مِلالةِ أحبابِهِ
وكتب بعض الظرفاء، رُقعةً وطرحها في مجلس محمد بن عبدالله بن طاهر...
خافَ أن يُحدثَ الوصالُ مِلالا
فتلافى الهوى ببعض الفراق
وقال آخر:
إني رأيتُك لي مُحبّا
وإليّ حين أغيبُ صبّا
إلا لقول نبينا
زُورُوا على الأيام غِبّا