سارة النومس
«ما بعث الله نبياً، إلا رعى الغنم»، محمد -صلى الله عليه وسلم-
التفسير المتداول كثيراً لرعيهم للأغنام هو أنها تعلم الحلم والصبر واللين. هكذا تؤثر الحيوانات في طباع وتكوين شخصية البشر، فكيف هم البشر بعضهم على بعض؟!
يحرص الوالدان على مراقبة اختيار أبنائهم للأصدقاء، وغالباً ما يدخل مدمنو المخدرات السجن بسبب أصدقاء السوء. من المؤثرات أيضاً مكان العمل، فمن يعمل في السلك العسكري يتسم بالصرامة والحساسية واحتساب الوقت، فيما يتسم المعلم باللين والصبر وتكرار الدروس والمعلومات للمتعلم. المكان له أثر كبير في تغير شخصية وانطباع الإنسان.
يحرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على رضا ناخبيه من المسلمين في أميركا بسبب احتجاجهم من تأثير العادات السيئة والشاذة التي يمارسها بعض أفراد المجتمع على أولادهم ومجتمعهم المحافظ، خاصة أن الرئيس الأسبق جو بايدن، سعى لإرضاء الفئات الشاذة تلك. تقوم المادة أيضاً بتغيير قناعات وتفكير الإنسان، فمن كان فقيراً وجلّ أحلامه أن يكون غنياً، عندما يصبح غنياً فهو يبالغ في التصرف كالأغنياء من تصوير ممتلكاته وثرائه الفاحش، ولا مانع عنده أن يدفع مبلغاً من المال لمجلة ما كي تناقشه عن ثرائه الفاحش وكيف يعيش حياته، وكما نقول في المثل الكويتي «حديث نعمة».
هذه الظروف المؤثرة، هي التي تدفع الإنسان للتفكير والقرار والتصرف، وبناء عليها يبحث الأطباء النفسيون عن جذور مشكلة من يعاني. تلك الظروف هي التي ولدّت للإنسان فكرة أن تكون حياته كلها عبارة عن عرض تقديمي Presentation، فكل ما يفكر فيه هو كيف ينظر الناس إليه؟ وكيف يرضى الناس عنه؟ شخص ما يريد أن يصل إلى الثراء فتجده يجلس ويرافق الأثرياء.
بعض الأشخاص يبحثون عن مشاهير أو أسر مالكة ليلتقط معهم الكثير من الصور كي يظهر قربه منهم وتأثيره. أيضاً في بيئة العمل غالباً من يعمل كثيراً بهدوء فهو في نظر زملائه لا يعمل، ولكن من يعمل قليلاً ويقدم عروضاً تقديمية كثيرة هو الذي يحصل على التقدير والثناء، لقد قرأت في الكتب عن ذلك كثيراً تحت عنوان «سوِّق نفسك في العمل» وهي من الأمور الحميدة في نظر التنمية الذاتية وأخواتها.
ربما يستطيع أحدهم أن يختار الأصدقاء الجيدين، وربما كان محظوظاً بأن يختار عمله المناسب أيضاً، ولكن بعد فترة يصيبه الدوار، فالأمور لا تسير كما خطط لها بالمسطرة، ومتغيرات كثيرة تحدث قد توصله إلى مشاكل وربما صراعات تؤذي بالتالي صحته النفسية، (لكن) باستطاعته على الأقل أن يدرس ردة الفعل بحكمة وذكاء، فهي العنصر الأساسي لما سيحدث مستقبلاً. احرص على ألا تكون حياتك بلا هدف أو تخطيط، واجعل حاسة الاستشعار مهمة، ومدى تقبلك وصبرك على المتغيرات، وتذكر دائماً المثل الذي يقول «الرفيق قبل الطريق».