خالد السليمان
لبيتُّ الأسبوع الماضي دعوة لزيارة أكاديمية مهد الرياضية، كنت متحمساً للاطلاع على مشروع بناء جيل من الرياضيين الموهوبين؛ الذين سيحملون في المستقبل راية المنافسة في عدد من الرياضات أبرزها كرة القدم!
المشروع محاولة جادة لمواكبة طموحات رؤية المملكة في دعم القطاع الرياضي وتمكين الموهوبين من الرعاية اللازمة؛ لصقل مواهبهم وتطوير مهاراتهم بأساليب محترفة وتحت إشراف مدربين متخصصين في بيئة تفرض معايير بناء الرياضيين الصحيحة!
في البداية استمعت لحديث شيق من الرئيس التنفيذي للأكاديمية عبدالله حماد عن فكرة تأسيس الأكاديمية وأهدافها وإستراتيجية عملها مدفوعة بدعم استثنائي لتحقيق الطموحات، فالأكاديمية تلعب دور كشاف المواهب الرياضية في سنٍّ مبكرة واحتضان الموهوبين في بيئة تبني حياة الرياضي الصغير؛ وفق معايير محترفة سواء من حيث التغذية السليمة والتدريب المحترف، مع توفير التعليم الخاص والسكن المريح داخل الأكاديمية في ظل وجود طاقم متكامل من المتخصصين التربويين والرياضيين والصحيين بما في ذلك الأخصائيات الاجتماعيات لتوفير بيئة حاضنة مريحة ومحفزة للموهوبين صغار السن من مختلف المناطق!
يقول الأخ عبدالله حماد، وهو شاب عمل طويلاً على تطوير قدراته وبناء خبرته من خلال الدراسة والعمل في جامعات وأكاديميات وأندية أوروبية: إن المجتمع السعودي بتنوعه الاجتماعي وتنوع بيئته الجغرافية يعد منجماً لاكتشاف المواهب في رياضات متعددة، وإن اكتشاف ورعاية هذه المواهب في سن مبكرة جداً هو ما سيحقق طموحات الرياضة السعودية في بناء جيل من الرياضيين القادرين على المنافسة في المنافسات الدولية. وروى عبدالله بعض القصص المثيرة عن وسائل اكتشاف الموهوبين والوصول إليهم حتى في أقاصي الأرياف، ومن هذه القصص قصة موهوب صغير السن سمع عنه في إحدى القرى النائية، فذهب بنفسه للتعرف عليه، فوجده بالفعل موهبة يستحق العناية، وعندما تم نقله بموافقة عائلته إلى الأكاديمية في الرياض لم يظهر قدرة على تطوير مهاراته الرياضية وحسب، بل أظهر أيضاً تفوقاً تعليمياً، وأجاد تحدث اللغة الإنجليزية في فترة قياسية، مما يعكس أهمية الفرصة التي حصل عليها في تغيير حياته!
شاهدت في الأكاديمية؛ التي تحظى باهتمام وعناية ودعم ومتابعة عالية المستوى، فصولاً دراسية نموذجية وملاعب رياضية ومنشآت سكنية مهيأة لتكون مجتمعاً رياضياً مثالياً يعيش فيه الموهوبون الرياضيون صغار السن لينطلقوا منه لتحقيق أحلامهم الرياضية وأحلام وطن بأكمله في أن يرى رياضيين يحملون رايته على منصات التتويج بما يليق بمكانة هذه البلاد وقدراتها وطموحات أبنائها!
باختصار.. الأشجار المثمرة، تبدأ بذرةً صغيرةً تزرع وتسقى وتغذى لتنمو وتُقطف ثمارها!