جيسي طراد
تتسارع الأحداث الجيوسياسية في منطقة تشهد الكثير من عدم الاستقرار، والصراعات التي تترك تداعيات كبيرة على اقتصادات المنطقة وشعوبها، فالاستقرار السياسي والأمني، وحماية الحقوق والالتزام بالقوانين تبقى حجر الأساس في أي نمو اقتصادي وتطور حضاري.
وتأتي هذه التطورات والتحولات في المنطقة بل والعالم كله لتطل برأسها قبيل بداية عام بعد الكثير من التحديات الاقتصادية المستمرة منذ جائحة كورونا حتى اليوم.
ومن الولايات المتحدة إلى أوروبا وصولاً إلى الشرق الأوسط، تتباين التوقعات الاقتصادية وتختلف، ولكن فيما يخص المنطقة، وبحسب شركة فيتش الأمريكية، فإن الرئيس القادم دونالد ترامب حريص على إنهاء الحروب في منطقة الشرق الأوسط في النصف الأول من عام 2025.
وفيما تلملم دول البحر المتوسط جراحها، لا تزال دول مجلس التعاون الخليجي تحافظ على تألقها الاقتصادي، حيث من المتوقع أن يرتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدول مجلس التعاون الخليجي إلى 4.3% خلال العام 2025 من 1.8% في عام 2024. وستقود دولة الإمارات النمو ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، كما ستستمر في تعزيز تنويع القطاعات وتعميق العلاقات التجارية مع البر الرئيسي للصين والهند وصولاً إلى أفريقيا، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في قطاعات تشمل الطيران والتصنيع.
ولا بد من التوقف عند مستوى النمو القوي في الإمارات العام المقبل، ومقارنته حتى بأقوى الاقتصادات العالمية، حيث لن يزيد النمو في الولايات المتحدة 2.5 %، وفي الاتحاد الأوروبي 1.5%.
كذلك تتربع الإمارات أيضاً على رأس الدول التي يسجل فيها القطاع غير النفطي النمو الأكبر العام المقبل، وهكذا تسجل مرة جديدة الإمارات، استناداً إلى الأرقام المحلية والعالمية والوقائع، نجاحاً مستداماً بقيادتها للنمو في منطقة الشرق الأوسط، وتؤكد دائماً أنها الأنجح والأكثر استقراراً واستدامة وتطوراً، فالعام 2025 لن يختلف عن الأعوام السابقة التي سجلت خلالها الإمارات نمواً كبيراً رغم التحديات الإقليمية والعالمية، لتواصل بذلك الإمارات مسار التفوق الاقتصادي وتعزز مركزها الإقليمي دولة متطورة تنافس في جودة خدماتها الدول المتقدمة الأخرى.