تعقد اليوم في الرياض قمة المتابعة العربية - الإسلامية المشتركة التي دعت إليها المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- واستكمالًا للجهود المبذولة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- إثر استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية. أهمية هذه القمة تأتي لأنها تنعقد بوقت غاية في الحساسية، وذلك لما تشهده الأراضي الفلسطينية واللبنانية من عدوان إسرائيلي دخل عامه الثاني في الأراضي الفلسطينية وقارب استمراره على لبنان الشهر الثالث دون انقطاع، ما أوقع عشرات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين في المجموع.
المملكة وانطلاقاً من اضطلاعها مسؤولياتها تجاه القضايا العربية والإسلامية بادرت إلى عقد القمة الثانية والخروج بنتائج تصب في اتجاه وقف نزيف الدم الذي مازال جارياً لم يتوقف، والوصول إلى قرارات تؤدي إلى أن يقوم المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه وقف الحرب الدائرة التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية دون أن يحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيه.
جهود المملكة واضحة جلية في حفظ الحقوق العربية والإسلامية، وما أدل على ذلك من إنشائها «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، والذي حشدت له أكثر من تسعين دولة، مؤكدة على لسان وزير الخارجية الذي قال: «إن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حق أصيل وأساس لعملية السلام»، معلناً عن تقدير المملكة للدول التي اعترفت بفلسطين مؤخراً، وداعياً في هذا السياق الدول كافة للتحلي بالشجاعة واتخاذ القرار ذاته، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ(149) دولة مُعترفة بفلسطين. وأضاف وزير الخارجية: «إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه المنطقة، بما فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش».
القمة العربية - الإسلامية أمامها مهمة الوصول إلى قرارات تؤدي إلى وقف دائرة العنف الإسرائيلية المستمرة، والاتجاه إلى حل الدولتين الذي هو الحل الأمثل لإنهاء الصراع الدائر منذ سبعة وستين عاماً قابلة للزيادة طالما بقي الوضع على ما هو عليه دون أية حلحلة تؤدي إلى سلام عادل شامل يضمن الحقوق ويؤسس لمرحلة جديدة دون المزيد من دماء الضحايا الأبرياء.