يعتبر تنظيم الإخوان المسلمين تنظيماً راديكالياً مسلحاً يميل بقوة إلى العنف، لكنه يؤمن أيضاً بالتقية والجنوح للسلم، وخير دليل تجاربهم مع مختلف حكوماتهم في مصر، منذ أربعينيات القرن الماضي. كما نجحوا، بفضل أموال الخليج، في عز تحالفهم مع سلطات أغلبية دوله، في بناء قاعدة مالية صلبة، تشمل استثمارات في مختلف القطاعات، لكن بسبب الحظر المفروض عليها، وعدم الاعتراف بهم ككيان سياسي، في كل دول العالم تقريباً، فقد اضطرهم ذلك إلى تسجيل تلك الاستثمارات والأموال النقدية بأسماء كبار الموالين للتنظيم، ممن يفترض اتصافهم بـ«القوة والأمانة»، لكنهم لم يكونوا كذلك في أغلب الأحوال. كما أن المال، بعد الإكثار منه، يدفع الإنسان إلى البحث عن السلطة، خاصة إن كان منتمياً لتنظيم سياسي معروف بسعيه إلى تطبيق أجندته العقائدية في الوصول للحكم، وهذا ما قام به إخوان مصر، وسعوا له في تونس والسودان والأردن وسوريا، قبل وخلال وبعد ما سمّي بثورات الخراب العربي. وكادت الأمور أن تفلت عندنا، لكن حكمة القيادة حينها أنقذتنا من الخراب.
من الأمور الخطيرة التي كشفت تفاهة التنظيم، والقائمين عليه، تأييدهم القوي والعلني لصدام، على الرغم من ثبوت عمالته وإجرامه بحق شعبه، وتوريطه في حروب عبثية، وتناسيهم لكل أفضال الكويت عليهم.
كما لم يتردد قادة الإخوان، من خلال القنوات الفضائية المحسوبة عليهم، من إعلان حربهم الإعلامية والمعنوية ضد أغلبية الدول الخليجية، وتكفيرها وتخوينها واتهامها بالعمالة لإسرائيل!
* * *
سعدنا للحظات لاختفاء اللوحة، التي تحمل اسم الجهة التي تمثّل الإخوان في الكويت. لكن تبيّن لاحقاً أن أموراً تنظيمية تطلبت ذلك، ويا فرحة ما تمت. وزاد الطين بللاً قرار الجامعة تعيين أربعة من عتاة الإخوان، بضربة واحدة، في أعلى المناصب الأكاديمية.
من جهة أخرى، طال انتظارنا لصدور حكم من «التمييز» بإبطال ترخيص الجهة الممثلة للإخوان، في القضية الشهيرة المرفوعة من الأستاذ المحامي بسام العسعوسي، منذ 9 سنوات.
أحمد الصراف