خالد السليمان
حتى هذه اللحظة لم أقرأ أو أسمع أي اعتذار من المسؤولين الرياضيين السعوديين عن النتائج المخيبة للآمال في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس، لا يبدو أن هناك من يستشعر المسؤولية تجاه الجمهور الرياضي، وبالتالي فإن تصحيح الخلل وتعويض الفشل لن يكون دون مراجعة شاملة لكفاءة الأداء وحسن التخطيط وتقييم أهلية بعض المسؤولين عن المؤسسات الرياضية !
سبق أن حذرت من قصر نظر بعض المسؤولين الرياضيين، عندما خرج رئيس اتحاد كرة القدم ليصف مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم بعد خروجه من الدور الأول متذيلاً المركز الأخير بمجموعته بالمشرفة، وأنها عرفت العالم على الكرة السعودية - وهي التي تأهلت لدور الـ ١٦ عام ٩٤م - وكتبت يومها أن من كان هذا سقف طموحه لن يرسم مستقبل الكرة السعودية ومشاركاتها في منافسات المحافل القارية والعالمية، واليوم قرأت تغريدة طويلة عريضة لمسؤول في اللجنة الأولمبية امتلأت بالوعود بالمستقبل دون كلمة اعتذار واحدة عن إخفاق باريس، وأسهل شيء في الحياة هو نثر الوعود لامتصاص الغضب وشراء الوقت !
برأيي أن نتائج ألعاب باريس قرعت الجرس ونبهت إلى الحاجة لإعادة النظر في خطط الرياضة ووسائل تنفيذها وبرامج اكتشاف ورعاية المواهب، وكشفت ضعف إدارة المؤسسات الرياضية، كما أبرزت أهمية العودة إلى الرياضات المدرسية والعناية بها فهي أساس البناء وقاعدة الإنتاج، لكن كل ذلك لن يكون له أهمية إذا لم يواكبه رفع كفاءة الإدارة !
إن المملكة العربية السعودية بمساحتها الجغرافية وتنوعها الاجتماعي وتعدادها السكاني وسخاء دعم الدولة تملك كل مقومات صناعة الرياضيين المتفوقين، فلا عذر للفشل، ولا مبرر للكسل !
باختصار.. لا تؤجل إصلاح اليوم للغد، وإلا ستجني نفس ثمار الأمس !